وابن أبي أسامة وأبي يعلى، ولم يزل مكبًّا على كتب الحديث وتخريجه إلى أن مات في المحرم سنة أربعين وثمانمائة رحمه الله تعالى.
ابن الخياط ف جمال الدين محمد ابن الإمام أبي بكر رضي الدين بن محمد الحافظ الجليل المفتي حافظ البلاد اليمنية:
أخذ عن النفيس العلوي والمجد صاحب القاموس وانتهت إليه رياسة العلم بالحديث هناك، مات بالطاعون في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة رحمه الله تعالى.
ابن حجر ف شيخ الإسلام وإمام الحفاظ في زمانه وحافظ الديار المصرية بل حافظ الدنيا مطلقا قاضي القضاة شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد بن الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي:
ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة1 وعانى أولا الأدب ونظم الشعر فبلغ فيه الغاية ثم طلب الحديث من سنة أربع وتسعين وسبعمائة1 فسمع الكثير، ورحل ولازم شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي وبرع في الحديث وتقدم في جميع فنونه، حكي أنه شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ فبلغها وزاد عليها، ولما حضرت العراقي الوفاة قيل له: من تخلف بعدك؟ قال ابن حجر ثم ابني أبو زرعة ثم الهيثمي، وصنف التصانيف التي عم النفع بها كشرح البخاري الذي لم يصنف أحد في الأولين ولا في الآخرين مثله و"تعليق التعليق" و"التشويق إلى وصل التعليق" و"التوفيق" فيه أيضا و"تهذيب التهذيب" و"تقريب التهذيب" و"لسان الميزان" و"الإصابة في الصحابة" و"نكت ابن الصلاح" و"أسباب النزول" و"تعجيل المنفعة برحاب الأربعة" و"المدرج" و"المقترب في المضطرب" وأشياء كثيرة جدا تزيد على المائة وأملى أكثر من ألفي مجلس، وولي القضاء بالديار المصرية والتدريس بعدة أماكن وخرج أحاديث الرافعي والهداية والكشاف والفردوسي وعمل "أطراف الكتب العشرة" و"المسند الحنبلي" و"زوائد المسانيد الثمانية" وله تعاليق وتخاريج ما الحفاظ والمحدثون لها إلا محاويج، توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، ولي منه إجازة عامة2 ولا أستبعد أن