على أنها هي والقمر بحسبان وأنه سخرهما لعباده دائبين، والدؤوب إدامة السير كما نص على ذلك أئمة اللغة.
وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إثبات جريان الشمس وسيرها في الفلك أحاديث كثيرة صحيحة ذكرتها في الصواعق الشديدة.
وأما الأرض فقد تضافرت الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة على سكونها وثباتها وأجمع المسلمون على ذلك، وأجمع عليه أهل الكتاب أيضا كما حكاه القرطبي عنهم في تفسيره، ودلت على ذلك الأدلة العقلية الصحيحة. فأبى الصواف وأشباهه من اتباع الإفرنج ومقلديهم إلا أن يجمعوا بين ما فرق الله ورسوله بينهما، وأن يخالفوا إجماع المسلمين، وهذا عين المحادة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -. وقد قال الله تعالى {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} وقال تعالى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
الوجه الثالث: أن الآيتين من سورة {يس} ليس فيهما ما يدل على حركة الأرض بوجه من الوجوه، ومن استدل بهما على حركة الأرض فهو مفتر على الله، وقد قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
الوجه الرابع: أن الآيتين حجة على الصواف وأشباهه من أتباع أهل الهيئة الجديدة، فإن فيهما النص على جريان الشمس إلى مستقرها، والنص على أنها تسبح في الفلك، وهذا يرد ما قرره الصواف في صفحة 61 من أن الشمس ثابتة على محورها ومتحركة حول هذا المحور وأنها مثل المروحة السقفية الكهربائية.