الأرض وثباتها، فلتراجع هناك.

وإذا كان بين السماء والأرض هذا البعد الشاسع، فالتوصل بالأرصاد والنظارات إلى اكتشاف ما في السماء غير ممكن.

ولو فرض أن الأرض ليست بكروية، وأن وجهها مستوٍ ليس فيه مرتفع ولا منخفض، فهل يقول عاقل أن أهل الأرصاد في أوروبا يمكنهم أن يكتشفوا ما في الصين بأرصادهم ونظاراتهم، ويروا ما فيه من الجبال والوهاد والبحار والأنهار والأودية والمدن والقرى، ويقيسوا ما فيه من الجبال ويعرفوا قدر ارتفاعها؟

لا أظن أن عاقلا يقول بإمكان ذلك، بل إنه يبعد اكتشافهم لمسافة خمسة أيام في الأرض، فكيف بمسافة خمسمائة سنة في السماء؟ فضلا عما يزعمونه من اكتشاف ما يبعد عنهم بمسافة ملايين الملايين من السنين.

وليس العجب من هؤلاء الدجالين الذين يمخرقون على الناس ويوهمونهم بما يشبه أضغاث الأحلام من تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة، وإنما العجب من أناس مسلمين ينتسبون إلى العلم والمعرفة، وهم مع هذا يصدقون أعداء الله في كل ما قالوه في الأرض والسموات والشمس والقمر والنجوم، ولو كان مخالفا لما في القرآن والأحاديث الصحيحة وإجماع المسلمين، ويرون أن ذلك من تقدم العلم في اكتشاف الأمور الكونية.

وقد تقدم حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد» وفي رواية رزين «من اقتبس بابًا من علم النجوم لغير ما ذكر الله فقد اقتبس شعبة من السحر».

وتقدمت أيضا الأحاديث في الخوف على هذه الأمة من التصديق بالنجوم. وفي بعض الروايات «إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم وتكذيب بالقدر وحيف السلطان».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015