وأما قول المودودي أن مستقر الشمس لا يعلمه الإنسان.
فجوابه أن: يقال قد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في رواية مسلم التي تقدم ذكرها أن مستقرها تحت العرش وأنها تنتهي إليه كل ليلة, فتسجد حينئذ, وتستأذن في الطلوع.
وفي الصحيحين ومسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}. قال: «مستقرها تحت العرش»
وأما قوله وهذا المدلول لا يعارضه علم الهيئة في العصر الحاضر.
فجوابه أن يقال: أما تأويله للآية على ما يوافق تخرصات سيمون وأمثاله من فلاسفة الإفرنج الذي نقل عنهم الصواف في صفحة 38 و 43 ما نقل فهو كما قال لا يعارض جل الهيئة في العصر الحاضر بل يوافقه. وأما على التأويل التصحيح الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي ذر رضي الله عنه فمدلول الآية يعارض جهل أهل الهيئة في العصر الحاضر ويرده).
وقد قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
وقد قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: من فسر القرآن والحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله ملحد في آياته محرف للكلم عن مواضعه. انتهى.
وإذا كان المخالف لتفسير الصحابة والتابعين متصفا بهذه الصفات الذميمة؛ فالمخالف لتفسير النبي - صلى الله عليه وسلم - أولى وأحرى أن يكون متصفا بها.