مجاهد عن أبي معمر قال: قام رجل يثني على أمير من الأمراء, فجعل المقداد يحثو في وجهه, وقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحثو في وجوه المداحين التراب.

وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا يحيى عن وائل بن داود قال: سمعت عبد الله البهي أن ركبا وقفوا على عثمان بن عفان فمدحوه, وأثنوا عليه ثم المقداد بن الأسود فأخذ قبضة من الأرض فحثاها في وجوه الركب فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا سمعتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب».

وإذا كان هذا فعل المقداد رضي الله عنه مع من مدح عثمان الذي هو أهل للمدح والثناء فكيف بمن مدح من لا يستحق المدح والثناء وإنما يستحق القدح والذم والتأنيب وما هو أشد من ذلك, فالله المستعان.

وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب, قال: جعل رجل يمدح عاملا لعثمان, فعمد المقداد, فجعل يحثو التراب في وجهه, فقال له عثمان: ما هذا؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب».

وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده من حديث شعبة به إلا أنه قال جعل رجل يمدح غلاما لعثمان.

وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحثو في أفواه المداحين التراب. قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

الوجه الثالث: أن المحاسني قد أخطأ في عدة مواضع من كلامه.

أحدها: قوله: فمن الصفاء دعوه بالصواف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015