تبارك وتعالى أنه جعل في السماء سراجا, وهي الشمس وقمرا منيرا. وأخبر أيضا أنه زين السماء الدنيا بالكواكب. وأخبر أيضا أن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا. وفي هذه النصوص وما فيه من التفريق بين السموات وبين ما جعله الله فيها من السراج والقمر والزينة التي هي النجوم, وما ملئت به من الحرس والشهب أعظم رد على ما فهمه أهل الجهل الفزيقي والكشوف الجهلية من أن الشمس والقمر والنجوم والمذنبات والنيازك والشهب والسدم إنما هي سموات فوق سموات, تتألف منها عوالم الكون.

الوجه العاشر: أن ما أحرزه الجهل الفزيقي والكشوف الجهلية وما أثبته جهلهم يقتضي أن تكون السموات كثيرة جدا بحيث لا يحصرها علم البشر وفي هذا أعظم معارضة للقرآن والأحاديث الصحيحة الدالة على أن السموات سبع فقط. وقد ذكرت جملة منها في الصواعق الشديدة فلتراجع هناك. وفيه أيضا معارضة لإجماع أهل السنة على أن السموات سبع طبقات. وقد ذكرت ذلك في الصواعق الشديدة فليراجع هناك. وما عارض نصوص القرآن والأحاديث الصحيحة وإجماع أهل السنة فمضروب به عرض الحائط, ومردود على قائله كائنا من كان.

الوجه الحادي عشر: أن كلام الصواف ينقض بعضه بعضا؛ فقد قال في الكلام على الآية من سورة المؤمنين ما نصه: (يقول الله سبحانه عن السموات إنها سبع وزيادة عليها يوجد العرش الذي وصفه بأنه عظيم ويصف جل شأنه هذه السموات أنها طباق) ثم ذكر بعد ذلك أن العلم أثبت أن الشمس والقمر والنجوم والمذنبات والنيازك والشهب والسدم إنما هي سموات فوق سموات تتألف منها عوالم الكون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015