والترمذي وابن جرير والبغوي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار» هذا لفظ ابن جرير وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
وإذا كان هذا الوعيد الشديد لمن قال في القرآن برأيه فكيف بمن قال فيه بآراء فلاسفة الإفرنج وتخرصاتهم وظنونهم الكاذبة, كما فعله الصواف في هذا الموضع وفي عدة مواضع من رسالته.
الوجه السادس: أن القرآن منزه عما حمله الصواف عليه من تخرصات الإفرنج وظنوهم الكاذبة, وما قدر الله حق قدره من جعل كلام الله ملعبة له يتأوله على غير تأويله ويحمله على تخرصات أعداء الله وظنونهم الكاذبة.
الوجه السابع: أن يقال من أعظم الإزراء بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة العلم والهدى من بعدهم ما زعمه الصواف في الآيات التي تقدم ذكرها في أول الفصل أنها جمعت علما لم يكن معرفته إلا في الأعوام القليلة الماضية رغم أن القرآن قد أوضحه منذ عشرات المئات من السنين.
وهذا العلم الذي أشار إليه هو ما ذكره عن الجهل الفزيقي والكشوف الجهلية الحديثة في الفلك, وما قاله الجاهل (أرثر فندلاي). وقد جمع الصواف في هذا الموضع بين أمرين عظيمين أحدهما القول في القرآن بغير علم. والثاني الغض من الصحابة والتابعين وأئمة العلم والهدى من بعدهم حيث زعم أن القرآن قد أوضح شيئا من العلم ولم يمكنهم أن يعرفوه وعرفه فلاسفة الإفرنج وأتباعهم من العصريين.
والصحابة رضي الله عنهم أجل قدرا من أن يجهلوا شيئا مما أوضحه