احتجاج الصواف بما هو حجة عليه

والسنة والإجماع. ومن حدثهم بخلاف ذلك وقال في نصوص الكتاب والسنة أنها ظنية وليست قطعية الدلالة وأن التوقف فيها أو تفويض الأمر فيها أسلم وأحكم وأن في تأويلها عن ظاهرها مندوحة فقد حدث الناس بما لا يعرفونه وأغراهم على تكذيب الله تعالى وتكذيب كتابه ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

فصل

وقال الصواف في صفحة 28 ما نصه:

ما رأي فضيلة الأخ في بلاد (فنلندا) مثلا والشمس لا تغيب عنها لمدة ستة أشهر ويمضي عليها نصف سنة وهي طالعة مشرقة ثم تغيب وتبقى غائبة لمدة ستة أشهر أخرى ويمضي العام على هذه البلاد وأمثالها بيوم وليلة. ويومها نصف عام وليلتها النصف الثاني.

والجواب أن يقال هذا من أوضح الأدلة على جريان الشمس وسيرها في البروج والمنازل. فإذا كانت في المنازل الشامية طلعت على ما تحت القطب الشمالي وغابت عما تحت القطب الجنوبي ولا تزال كذلك ما دامت في المنازل الشامية. فإذا رجعت إلى المنازل اليمانية غابت عما تحت القطب الشمالي وطلعت على ما تحت القطب الجنوبي ولا تزال كذلك ما دامت في المنازل اليمانية. ولو كانت الشمس ثابتة لا تفارق موضعها كما زعمه الصواف وأشباهه من المقلدين لأهل الهيئة الجديدة لما كانت تدور على البروج والمنازل وتطلع على ما تحت القطب الشمالي في الصيف وعلى ما تحت القطب الجنوبي في الشتاء وتكون بينهما إذا كانت في خط الاستواء. وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} قال بحسبان ومنازل رواه الحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي في تلخيصه.

وقد توهم الصواف أن له حجة فيما ذكره ههنا وإنما هو حجة عليه كما لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015