قال ابن كثير على قوله تعالى: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}: أي: قد وسعنا أرجاءها ورفعناها بغير عمد حتى استقلت كما هي.
وقال ابن جرير يقول لذو سعة بخلقها وخلق ما شئنا أن نخلقه وقدرة عليه ومنه قوله: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} يراد به القوي. ثم روى عن ابن زيد أنه قال في قوله: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} قال: أوسعها جل جلاله.
وذكر البغوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}: لقادرون. وعنه أيضا: لموسعون الرزق على خلقنا. وقيل: ذوو سعة. وقال الضحاك: أغنياء. دليله قوله عز وجل: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} وقال الحسن: لمطيقون.
وقال القرطبي قال ابن عباس رضي الله عنهما: لقادرون, وقيل: وإنا لذو سعة بخلقها وخلق غيرها لا يضيع علينا شيء نريده, وقيل: وإنا لموسعون الرزق على خلقنا. عن ابن عباس. الحسن: وإنا لمطيقون. وعنه أيضا: وإنا لموسعون الرزق بالمطر. وقال الضحاك: أغنيناهم. دليله {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ}. وقال القتبي: ذو سعة على خلقنا. والمعنى متقارب. وقيل جعلنا بينها وبين الأرض سعة. الجوهري: وأوسع الرجل, أي: صار ذا سعة وغنى, ومنه قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} أي: أغنياء قادرون, فشمل جميع الأقوال. انتهى كلام القرطبي.
وقال أبو حيان في تفسيره عند قوله تعالى: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}: أي: بناءها؛ فالجملة حالية أي: بنيناها موسعوها كقوله جاء زيد وأنه لمسرع أي: مسرعا, فهي بحيث أن الأرض وما يحيط بها من الماء والهواء كالنقطة وسط الدائرة, وقال ابن زيد قريبا من هذا, وهو أن الوسع راجع إلى السماء, وقيل لموسعون قوة