آدم إلى أن ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنها كانت سبعة آلاف وثمانمائة واثنتين وخمسين سنة. وقد مضى منذ ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سنتنا هذه وهي سنة 1388 هـ ألف وأربعمائة وإحدى وأربعون سنة فيكون منذ خلق آدم إلى هذه السنة تسعة آلاف ومائتان وإحدى وأربعون سنة فيكون منذ خلق آدم إلى هذه السنة تسعة آلاف ومائتان وثلاث وتسعون سنة. وهذا يعارض ما تخرص به طواغيت الإفرنج في عمر الأرض والشمس والنجوم وما يسمونها أشباه النجوم والله أعلم.
ولما تكلم بعض الناس في عدة أصحاب الكهف بغير دليل أنكر الله ذلك عليهم وأخبر أن ذلك من الرجم بالغيب. قال ابن كثير في قوله {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ} إرشاد إلى أن الأحسن في مثل هذا المقام رد العلم إلى الله تعالى إذ لا احتياج إلى الخوض في مثل ذلك بلا علم لكن إذا اطلعنا على أمر قلنا به وإلا وقفنا. انتهى.
ثم قال تعالى {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي: إذا سئلت عن لبثهم وليس عندك علم في ذلك وتوقيف من الله تعالى فلا تتقدم فيه بشيء بل قل في مثل هذا {اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} انتهى. وإذا كان هذا في واقعة حدثت في الأرض فكيف بالذين يزعمون أنهم يعلمون ما في السماء وما يبعد عن الأرض بآلاف الملايين من السنين على حد زعمهم الكاذب. وكذلك الذين يزعمون أنهم يعلمون وقت ابتداء خلق الأرض ومدة عمرها وعمر الشمس وغيرها من الأجرام العلوية. فهؤلاء أولى بالإنكار من الذين تكلموا في عدة أصحاب الكهف بلا مستند والله أعلم.
وأما قوله: وقد خرج العلماء بعد هذا بثلاث نظريات علمية مثيرة إلى آخر كلامه.
فجوابه من وجوه: أحدها: أن يقال إن المغيبات لا تعلم بالنظريات وإنما