أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}.
وفي هذه الآيات أبلغ تحذير من القول بغير علم واتباع ما لم يكن في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والإصغاء إلى تخرصات المتخرصين.
وأما قوله لتقف خاشعين متذكرين أمام معجزة القرآن العلمية.
فجوابه من وجهين أحدهما أن يقال لم يأت في كتاب الله تعالى أنه كان للقمر والأرض منذ خلقا أحقاب طويلة وملايين من السنين. ولم يأت في كتاب الله تعالى أن القمر والأرض كانا شديدي الحمو والحرارة ثم بردا بعد ذلك وأن القمر كان يضيء في زمان حموه ثم زالت إضاءته لما برد.
كل هذا لم يخبر الله به في كتابه ولا على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -. ومن زعم أن ذلك في كتاب الله وأنه من معجزات القرآن العلمية فقد أعظم الفرية على الله وعلى كتابه.
وقد توعد الله المفترين عليه بأعظم الوعيد فقال تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وقال تعالى {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وقال تعالى {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ