وفي تفضيل القمر على سائر الكواكب دليل على أنه أكبر منها حجما وأشد إضاءة.
وأيضا فقد قال الله تعالى {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله».
وفي النص على أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تنويه بعظم شأنهما وأنهما أكبر من سائر الكواكب.
وأما قولهم إن جاذبية القمر مع جاذبية الشمس هي التي تسبب المد والجزر في البحر.
فجوابه أن يقال أما الشمس فلا تأثير لها في مد البحر وجزره.
وأما القمر فقد جعل الله له خاصية في المد والجزر. ولم يقم دليل على أن ذلك بسبب الجاذبية.
وللمد والجزر حالتان: حالة يومية وحالة شهرية كما قد شاهدنا ذلك في الخليج العربي.
فأما الحالة اليومية فإنه يمد ويجزر في اليوم والليلة مرتين. إذا طلع القمر في آية ساعة من ليل أو نهار إذا الماء قد انتهت زيادته. ثم يأخذ في النقص إلى أن يتوسط القمر في السماء فحينئذ ينتهي النقصان. فإذا زال القمر عن وسط السماء إلى جهة المغرب أخذ الماء في الزيادة إلى أن يصل القمر إلى المغرب فحينئذ تنتهي الزيادة كما كانت عند طلوع القمر, فإذا غرب القمر أخذ الماء في النقصان إلى أن يتوسط القمر فيما بين المشرق والمغرب فحينئذ ينتهي النقصان