وأمره أن يتقرب إلى كل قوم بما هو معظم عندهم، وما تميل أنفسهم إليه من العقائد وغيرها.

وإذا أضيف إلى تعظيم الشمس ما زعموه من كونها مصدر الحياة فذلك زيادة شر إلى شر وضم مجوسية إلى مجوسية أخرى، وكما أن تعظيم الشمس من شعب المجوسية فهو أيضا من دين اليونان المتقدمين وغيرهم من الصائبين الذين يعبدون الشمس والقمر والنجوم، ويزعمون أنها تدبر أمر العالم.

فينبغي للمسلم أن يبعد غاية البعد عن عقائد المشركين، ولا يتعلق بشيء منها فيكون منهم وهو لا يشعر، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «من تشبه بقوم فهو منهم» رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وصححه ابن حبان، وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى إسناده جيد، وقال الحافظ العراقي إسناده صحيح، وقال ابن حجر العسقلاني إسناده حسن، وقد احتج الإمام أحمد بهذا الحديث وذلك يقتضي صحته عنده.

ومن التخرص واتباع الظن الكاذب أيضا زعمه أن الشمس تفقد أربعة ملايين طن من وزنها في الثانية الواحدة من احتراقها:

والجواب أن يقال لو كان الأمر على ما زعمه الصواف لكانت الشمس قد ذهبت منذ دهر طويل وقد قال الله تعالى {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ}.

ومن التخرص واتباع الظن الكاذب أيضا قوله في الشمس ولم تزل تجدد وزنها وحجمها.

والجواب أن يقال أن الشمس مخلوقة مسخرة بأمر الله تعالى، وليس لها تصرف في نفسها بزيادة ولا نقص، وكذلك ليس لها تصرف في غيرها من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015