وقال ابن كثير أيضا: بعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أشراط الساعة لأنه خاتم الرسل الذي أكمل الله به الدين وأقام به الحجة على العالمين.
وقال البغوي في تفسيره: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - من أشراط الساعة.
وذكر الحافظ بن حجر في فتح الباري عن الضحاك أنه قال: أول أشراطها بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وإذا علم قرب زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قيام الساعة، وإنها كادت أن تسبقه علم بطلان ما يهذو به طواغيت الافرنج من أنه بعد 432 مليون سنة ينقص دوران الأرض بمقدار ساعة، ويصبح مجموع ساعات الليل والنهار 25 ساعة، وأنه هكذا يتوالى النقص ويطرد طول الليل والنهار.
ولا يخفى أن قولهم هذا يعارض قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بعثت أنا والساعة كهاتين»، وقوله أيضا «مثلي ومثل الساعة كمثل فرسي رهان»، وقوله أيضا «بعثت في نفس الساعة»، وقول أيضا «بعثت أنا والساعة جميعا أن كادت لتسبقني».
وإذا تعارض قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وقول غيره من الناس فقول الغير مطرح مردود على قائله كائنا من كان.
ولو كان الأمر على ما زعمه أعداء الله من طول مدة الليل والنهار بعد 432 مليون سنة لما كانت بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - من أشراط الساعة. وفي الأحاديث التي ذكرنا أبلغ رد على هذا التخرص والظن الكاذب.
الوجه الرابع: أن ما زعمه أعداء الله تعالى من زيادة الليل والنهار مقدار ساعة في كل 432 مليون سنة بناء على ما توهموه بعقولهم الفاسدة من نقصان