فشرع للراكع أن يذكر عظمة ربه في حال انخفاضه هو وتطامنه وخضوعه وأنه سبحانه يوصف بوصف عظمته عما يضاد كبرياءه وجلاله وعظمته فأفضل ما يقول الراكع على الإطلاق «سبحان ربي العظيم» فإن الله سبحانه أمر العباد بذلك، وعين المبلغ عنه السفير بينه وبين عباده هذا المحل لهذا الذكر لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال: «اجعلوها في ركوعكم» (?) وأبطل كثير من أهل العلم صلاة من تركها عمدًا وأوجب سجود السهو على من سها عنها، وهذا مذهب الإمام أحمد ومن وافقه من أئمة الحديث والسنة، والأمر بذلك لا يقتصر على الأمر بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الأخير، ووجوبه لا يقتصر على وجوب مباشرة المصلي بالجبهة واليدين، وبالجملة، فسر الركوع تعظيم الرب جل جلاله بالقلب والقالب والقول؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أما الركوع فعظموا فيه الرب» (?).