ثم عطف عليها الصلوات بلفظ الجمع والتعريف ليشمل كل ما أطلق عليه لفظ الصلاة خصوصًا وعمومًا فكلها لله لا تنبغي إلا له فالتحيات له ملكًا، والصلوات له عبودية واستحقاقًا فالتحيات لا تكون إلا له والصلوات لا تنبغي إلا له.
ثم عطف عليها الطيبات كذلك، وهذا يتناول أمرين: الوصف والملك.
فأما الوصف فإنه سبحانه طيب، وكلامه طيب، وفعله كله طيب، ولا يصدر منه إلا الطيب، ولا يضاف إليه إلا الطيب، ولا يصعد إليه إلا الطيب فالطيبات له وصفًا وفعلاً وقولا ونسبة، وكل طيب مضاف إليه، وكل مضاف إليه طيب، فله الكلمات الطيبة والأفعال الطيبات، وكل مضاف إليه كبيته وعبده وروحه وناقته وجنته فهي طيبات.
وأيضًا فمعاني الكلمات الطيبات لله وحده فإن الكلمات الطيبات تتضمن تسبيحه وتحميده وتكبيره وتمجيده والثناء عليه بآلائه وأوصافه فهذه الكلمات الطيبات التي يثنى عليه بها ومعانيها له وحده لا يشركه فيها غيره، كسبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك