إِنْ لَقِيَتْ خَيْرًا فَلا يَهِنْهَا ... وَإِنْ عَثَرَتْ فَلِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ
فَكَتَبَتْ إِلَيَّ قَدْ فَهِمْتُ كِتَابَكَ وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ لِي مَثَلا إِلا مَا قَالَ أَرْطَاة ابْن شُهْبَة
كَأَيِّنْ تَرَى مِنْ ذَاتِ شَجْوٍ وَلَوْعَةٍ ... طَوَتْ كَشْحَهَا بَعْدَ الْحَنِينِ الْمُرَجَّعِ
وَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ اللَّيْثِيُّ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالسُّلُوِّ عَنِ النِّسَاءِ لِغَدْرِهِنَّ
وَكُنَّا ارْتَقَيْنَا فِي صُعُودٍ مِنَ الْهَوَى ... فَلَمَّا ارْتَقْيَنَاهُ ثَبَتُّ وَزَلَّتِ
وَكُنَّا عَقَدْنَا عُقْدَةَ الْوَصْلِ بَيْنَنَا ... فَلَمَّا تَوَاثَقْنَا عَقَدْتُ وَحَلَّتِ
فَإِنْ سَأَلَ الْوَاشُونَ فِيمَ صَرَمْتَهَا ... فَقُلْ نَفْسُ حُرٍّ سَلِيَتْ فَتَسَلَّتِ
وَقَدْ حُكِيَ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ قُدَامَةَ قَالَ كَانَتْ لِمُوسَى الْهَادِي جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا غَادِرُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا وَعَيْنًا وَكَانَ يُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدًا فَبَيْنَا هِيَ تُغَنِّيهِ يَوْمًا عَرَضَ لَهُ فِكْرٌ وَسَهْوٌ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ فَسَأَلَهُ مَنْ حَضَرَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ وَقَعَ فِي فِكْرِي أَنِّي أَمُوتُ وَأَنَّ أَخِي هرون يَلِي مَكَانِي وَيَتَزَوَّجُ جَارِيَتِي هَذِهِ فَقِيلَ لَهُ يُعِذْكَ اللَّهُ وَيُقَدِّمُ الْكُلَّ بَيْنَ يَدَيْكَ قَبْلَكَ فَأَمَرَ بِإِحْضَارِ أَخِيهِ وَعَرَّفَهُ مَا خَطَرَ لَهُ فَأَجَابَهُ بِمَا يُوجِبُ زَوَالَ الْخَاطِرِ فَقَالَ لَا أَرْضَى حَتَّى تَحْلِفَ لِي أَنِّي مَتَى مِتُّ لَمْ تَتَزَوَّجَهَا فَاسْتَوْفَى عَلَيْهِ الأَيْمَانَ مِنَ الْحَجِّ رَاجِلا وَطَلاقِ الزَّوْجَاتِ وَعِتْقِ الْمَمَالِيكِ وَتَسْبِيلِ مَا يَمْلِكُهُ ثُمَّ نَهَضَ إِلَيْهَا فَأَحْلَفَهَا بِمِثْلِ ذَلِكَ فَمَا لَبِثَ إِلا نَحْوَ شهر حَتَّى توفّي فَبعث هرون يَخْطُبُ الْجَارِيَةَ فَقَالَتْ كَيْفَ يَمِينِي وَيَمِينُكَ فَقَالَ أُكَفِّرُ عَنِ الْكُلِّ وَأَحُجُّ رَاجِلا
فَتَزَوَّجَهَا وَزَادَ شَغَفُهُ بِهَا عَلَى شَغَفِ أَخِيهِ أَنَّهَا كَانَتْ تَضَعُ رَأْسَهَا فِي حِجْرِهِ وَتَنَامُ فَلا يَتَحَرَّكُ حَتَّى تَنْتَبِهَ فَبَيْنَا هِيَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى ذَلِكَ انْتَبَهَتْ مَرْعُوبَةً فَزِعَةً فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ رَأَيْتُ أَخَاكَ السَّاعَةَ وَهُوَ يَقُولُ