ذم الهوي (صفحة 640)

الدَّيْرَ دَيْرًا أَشَارَتْ إِلَيْهِ فَتَجِيءَ فَائت ابْنَ عَمِّي فِيهِ وَهُوَ زَوْجِي قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ نَصْرَانِيَّةٌ فِي ذَلِكَ الدَّيْرِ فَهَجَرَنِي فَلَزِمَهَا فَتَنْظُرَ إِلَيْهِ فَتُخْبِرُهُ عَنْ مَبِيتِكَ وَعَمَّا قُلْتُ لَكَ فَقُلْتُ أَفْعَلُ وَنُعْمَى عَيْنٍ

فَخَرَجْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الدَّيْرِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ فِي فِنَائِهِ جَالِسٌ كَأَجْمَلِ مَا يَكُونُ مِنَ الْفِتْيَانِ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ وَسَاءَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ مَنْ أَنَا وَأَيْنَ بِتُّ وَمَا قَالَتْ لِي الْمَرْأَةُ فَقَالَ صَدَقْتَ أَنَا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكَ مِنْ آلِ الْحَارِثِ بْنِ حَكِيمٍ ثمَّ صَاح ياقسطا فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ نَصْرَانِيَّةٌ عَلَيْهَا ثِيَابُ حَبْرٍ وَزَنَانِيرُ مَا رَأَيْتُ قَبْلَهَا مِثْلَهَا وَلا بَعْدَهَا أَحْسَنَ مِنْهَا فَقَالَ هَذِهِ قُسْطَا وَتِلْكَ أَرْوَى وَأَنَا الَّذِي أَقُولُ

تَبَدَّلْتُ قُسْطَا بَعْدَ أَرْوَى وَحُبِّهَا ... كَذَاكَ لَعَمْرِي الْحُبُّ يَذْهَبُ بِالْحُبِّ

وَبِالإِسْنَادِ قَالَ ابْنُ خَلَفٍ وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ أَرَادَتْ عَزَّةُ أَنْ تَعْرِفَ مَالَهَا عِنْدَ كُثَيِّرٍ فَتَنَكَّرَتْ لَهُ وَمَرَّتْ بِهِ مُتَعَرِّضَةً فَقَامَ فَاتَّبَعَهَا فَكَلَّمَهَا فَقَالَتْ لَهُ وَأَيْنَ حُبُّكَ لِعَزَّةَ فَقَالَ أَنَا الْفِدَاءُ لَكِ لَوْ أَنَّ عَزَّةَ أَمَةٌ لِي لَوَهَبْتُهَا لَكِ قَالَتْ وَيْحَكَ لَا تَفْعَلْ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهَا لَكَ فِي صِدْقِ الْمَوَّدَةِ وَمَحْضِ الْمَحَبَّةِ وَالْهَوَى عَلَى حَسْبِ الَّذِي كُنْتَ تُبْدِي لَهَا مِنْ ذَلِكَ وَأَكْثَرُ وَبَعْدُ فَأَيْنَ قَوْلَكَ

إِذَا وَصَلَتْنَا خُلَّةٌ كَيْ نُزِيلَهَا ... أَبينَا وَقُلْنَا الحاجية أَوَّلُ

فَقَالَ كُثَيِّرٌ بِأَبِي أَنْتِ وَأُمِّي أَقْصِرِي عَنْ ذِكْرِهَا وَاسْمَعِي مَا أَقُولُ لَكِ

هَلْ وَصْلُ عَزَّةَ إِلا وَصْلُ غَانِيَةٍ ... فِي وَصْلِ غَانِيَةٍ مِنْ وَصْلِهَا بَدَلُ

قَالَتْ فَهَلْ لَكَ فِي الْمُخَالَّةِ قَالَ لَهَا فَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ قَالَتْ لَهُ فَكَيْفَ بِمَا قُلْتُهُ فِي عَزَّةَ وَسَيَّرْتُهُ إِلَيْهَا قَالَ أَقْلِبُهُ فَيَتَحَوَّلَ إِلَيْكَ وَيَصِيرُ لَكِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015