ذم الهوي (صفحة 630)

000000 - أَنَا بِمَوْكِبٍ عَظِيمٍ وَإِذَا الْفَضْلُ بن يحيى بن خَالِد فَلم بَصُرَ بِي قَالَ سِرْ فَسِرْنَا قَلِيلا وَحَجَزَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ غُلامٌ يَحْمِلُ طَبَقًا عَلَى بَابٍ يَصِيحُ بِجَارِيَةٍ فَوَقَفَ الْفَضْلُ طَوِيلا ثُمَّ قَالَ سِرْ ثُمَّ قَالَ تَدْرِي سَبَبَ وُقُوفِي قُلْتُ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعْلِمُنِي قَالَ كَانَتْ لأُخْتِي جَارِيَةٌ وَكُنْتُ أُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدًا وَأَسْتَحْيِي مِنْ أُخْتِي أَنْ أَطْلُبَهَا مِنْهَا فَفَطِنَتْ أُخْتِي لِذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ فِي هَذَا الْيَوْمِ لَبَّسَتْهَا وَزَيَّنَتْهَا وَبَعَثَتْ بِهَا إِلَيَّ فَمَا كَانَ مِنْ عُمْرِي يَوْمٌ أَطْيَبَ مِنْ يَوْمِي هَذَا فَلَمَّا كَانَ فِي هَذَا الْوَقْتِ جَاءَنِي رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَزْعَجَنِي وَقَطَعَ عَلَيَّ لَذَّتِي فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ دَعَا هَذَا الْغُلامَ صَاحِبَ الطَّبَقِ بِاسْمِ تِلْكَ الْجَارِيَةِ فَارْتَحْتُ لِنَدَائِهِ وَوَقَفْتُ

فَقُلْتُ أَصَابَكَ مَا أَصَابَ أَخَا بَنِي عَامِرٍ حَيْثُ يَقُولُ

وَدَاعٍ دَعَا إِذْ نَحْنُ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى ... فَهَيَّجَ أَطْرَافَ الْفُؤَادِ وَمَا يَدْرِي

دَعَا بِاسْمِ لَيْلَى غَيْرَهَا فَكَأَنَّمَا ... أَطَارَ بِلَيْلَى طَائِرًا كَانَ فِي صَدْرِي

فَقَالَ لِي اكْتُبْ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ فَعَدَلْنَا أَطْلُبُ وَرَقَةً أَكْتُبُ لَهُ فِيهَا فَلَمْ أَجِدْ فَرَهَنْتُ خَاتَمِي عِنْدَ بَقَّالٍ وَأَخَذْتُ وَرَقَةً فَكَتَبْتُهُمَا فِيهَا وَأَدْرَكْتُهُ بِهِمَا

فَقَالَ لِي ارْجِعْ إِلَى مَنْزِلِكَ فَرَجَعْتُ فَقَالَ لِي الْخَادِمُ أَعْطِنِي خَاتَمَكَ أَرْهَنْهُ عَلَى قُوتِكَ

فَقُلْتُ قَدْ رَهَنْتُهُ

فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى بَعَثَ إِلَيَّ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ جَائِزَةً وَعَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ سَلَفًا مِنْ رِزْقٍ أَجْرَاهُ إِلَيَّ

أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ قَالَتْ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ السَّرَّاجِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد العزيز بْنُ بُنْدَارَ الشِّيرَازِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَلالَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ حَرْبٍ عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ قَالَ اختفى إِبْرَاهِيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015