أَحُجَّاجَ بَيْتِ اللَّهِ فِي أَيِّ هَوْدَجٍ ... وَفِي أَيِّ خِدْرٍ مِنْ خُدُورِكُمْ قَلْبِي
أَأَبْقَى أَسِيرَ الْحُبِّ فِي دَارِ غُرْبَةٍ ... وَحَادِيكُمْ يَحْدُو بِقَلْبِي فِي الرَّكْبِ
فَلَمْ أَزَلْ أَقِفُ عَلَيْهِ حَتَّى جَاءَ الْمَنْزِلَ فَاسْتَنَدَ إِلَى جِدَارٍ ثُمَّ قَالَ
خَلِّ فَيْضَ الدَّمْعِ يَنْهَمِلُ ... بَانَ مَنْ تَهْوَاهُ فَارْتَحَلُوا
كُلُّ دَمْعٍ صَانَهُ كَلِفٌ ... فَهُوَ يَوْمَ الْبَيْنِ مُبْتَذَلُ
قَالَ ثُمَّ تَنَفَّسَ الصَّعْدَاءَ وَشَهِقَ شَهْقَةً فَحَرَّكْتُهُ فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ
أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ قَالَتْ أَنْبَأَنَا جَعْفَرٌ قَالَ حَدَّثَ أَبُو عُمَرَ بن حيويه قَالَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَسَدِيُّ قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد ابْن زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ قَالَ خَرَجَ الأَحْوَصُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَى دِمَشْقَ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ يُقَالُ لَهَا بِشْرَةُ وَكَانَ شَدِيدَ الإِعْجَابِ بِهَا لَا يَكَادُ يَصْبِرُ عَنْهَا وَكَانَتْ هِيَ لَهُ مِنَ الْمَحَبَّةِ عَلَى أَكْثَرِ مِنْ ذَلِكَ فَاشْتَكَى الأَحْوَصُ وَمَاتَ فَجَزِعَتْ عَلَيْهِ وَلَمْ تَزَلْ تَنْدُبُهُ إِلَى أَنْ شَهِقَتْ شَهْقَةً فَمَاتَتْ فَدُفِنَتْ إِلَى جَانِبِ قَبْرِهِ
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن عبد الجبار قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّصَيْبِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَنْبَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلَفٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْعَامِرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي دِعْبِلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ كَانَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ مَالَ إِلَى جَارِيَةٍ لِبَعْضِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَتَعَاظَمَ أَمْرُهُ وَأَمْرُهَا فَكَانَ يَقُولُ فِيهَا الشِّعْرَ وَيَذْكُرُ بَعْضُ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنَّهُ مَاتَ مِنْ حُبِّهَا وَصَنَعُوا لَهُ كِتَابًا فِي ذَلِكَ مِثْلَ كِتَابِ جَمِيلٍ وَبُثَيْنَةَ وَعَفْرَاءَ وَعُرْوَةَ وَكُثَيِّرٍ