حَكَمْتُ سَيْفِيَ فِي مَجَالِ خِنَاقِهَا ... وَمَدَامِعِي تَجْرِي عَلَى خَدَّيْهَا
مَا كَانَ قَتْلِيهَا لأَنِّي لَمْ أَكُنْ ... أَبْكِي إِذَا سَقَطَ الذُّبَابُ عَلَيْهَا
لَكِنْ بَخِلْتُ عَلَى الْعُيُونِ بِحُسْنِهَا ... وَشَفِقْتُ مِنْ نَظَرِ الْغُلامِ إِلَيْهَا
وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ وَأَنِفْتُ مِنْ نَظَرِ الْعُيُونِ إِلَيْهَا
زَادَ ابْنُ السَّرَّاجِ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ خَلَفٍ قَالَ وَزَادَنِي غَيْرُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ لَهَا أُخْتٌ شَاعِرَةٌ فَقَالَتْ تُجِيبُهُ
لَوْ كُنْتَ تُشْفِقُ أَوْ تَرِقُّ عَلَيْهَا ... لَرَفَعْتَ حَدَّ السَّيْفِ عَنْ وَدْجَيْهَا
وَرِحِمْتَ عَبْرَتَهَا وَطُولَ حَنِينِهَا ... وَجَزِعْتَ مِنْ سُوءٍ يَصِيرُ إِلَيْهَا
مَنْ كَانَ يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَ بِمِثْلِهَا ... إِذْ طَاوَعَتْكَ وَخَالَفَتْ أَبَوَيْهَا
فَتَرَكْتَهَا فِي خِدْرِهَا مَقْتُولَةً ... ظُلْمًا وَتَبْكِي يَا شَقِيُّ عَلَيْهَا
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُعَمَّرِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا صَاعِدُ بْنُ سَيَّارٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْغَوْرَجِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ إِجَازَةً قَالَ سَمِعْتُ الْخَلِيل ابْن أَحْمَدَ الْقَاضِي يَقُولُ نَظَرَ دِيكُ الْجِنِّ وَكَانَ أَحَدُ الشُّعَرَاءِ إِلَى غُلامٍ لَهُ يَتَأَمَّلُ جَارِيَةً لَهُ وَالْجَارِيَةُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُمَا جَمِيعًا ثُمَّ أَظْهَرَ النَّدَمَ وَأَنْشَأَ يَقُولُ
يَا مُهْجَةً بَرَكَ الْحِمَامُ عَلَيْهَا ... وَجَنَى لَهَا ثَمَرَ الرَّدَى بِيَدَيْهَا
مَا كَانَ قَتْلِيهَا بِأَنِّي لَمْ أَكُنْ ... أَبْكِي إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَيْهَا
لَكِنْ نَفِسْتُ عَنِ الْعُيُونِ بِنَظْرَةٍ ... وَأَنِفْتُ مِنْ نَظَرِ الْغُلامِ إِلَيْهَا
اسْمُ دِيكِ الْجِنِّ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ رَغْبَانَ وَإِنَّمَا لُقِبَّ بِدِيكِ الْجِنِّ وَقَدْ رَوَى عَلِيُّ ابْن الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ أَنَّ دِيكَ الْجِنِّ هَوَى نَصْرَانِيَّةٌ فَدَعَاهَا إِلَى الإِسْلامِ فَأَسْلَمَتْ وَكَانَ اسْمُهَا وَرْدًا فَتَزَوَّجَهَا وَكَانَ لَهُ ابْنُ عَمٍّ يُبْغِضُهُ فَأَشَاعَ أَنَّهَا تَهْوَى