يَقُولُ رِجَالٌ لَا يُضِيرُكَ نَأْيُهَا ... أَلا كُلُّ مَا شَفَّ النُّفُوسَ يُضِيرُهَا
أَلَيْسَ يَضُرُّ الْعَيْنُ أَنْ تُدْمِنَ الْبُكَا ... وَيُمْنَعُ مِنْهَا نَوْمُهَا وَسُرُورُهَا
أَرَى الْيَوْمَ يَأْتِي دُونَ لَيْلَى كَأَنَّمَا ... أَتَتْ دُونَ لَيْلَى حِجَّةٌ وَشُهُورُهَا
خَلِيلَيَّ مَا مِنْ سَاعَةٍ تَقِفَا بِهَا ... مِنَ اللَّيْلِ إِلا مِثْلَ أُخْرَى نَسِيرُهَا
حَمَامَةُ بَطْنِ الْوَادِيَيْنِ أَلا اسْلَمِي ... سَقَاكِ الْغُرِّ الْغَوَادِي مَطِيرُهَا
أَبِينِي لَنَا لَا زَالَ رِيشُكِ نَاعِمًا ... وَبَيْضُكِ فِي خَضْرَاءَ غَضٍّ نَضِيرُهَا
وَكُنْتُ إِذَا زُرْتُ لَيْلَى تَبَرْقَعَتْ ... فَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا الْغَدَاةَ سُفُورُهَا
أَلا يَا صَفِيَّ النَّفْسِ كَيْفَ تَقُولُهَا ... لَوْ أَنَّ طَرِيدًا خَائِفًا يَسْتَجِيرُهَا
عَلَى دَمَاءِ الْبَدَنِ إِنْ كَانَ زَوْجُهَا ... يَرَى لِي ذَنْبًا غَيْرَ أَنِّي أَزُورُهَا
وَإِنِّي إِذَا مَا زُرْتُهَا قُلْتُ يَا اسْلَمِي وَمَا كَانَ فِي قَلْبِي لَهَا مَا يَضِيرُهَا
وَقَدْ زَعَمَتْ لَيْلَى بِأَنِّيَ فَاجِرٌ ... لِنَفْسِي تُقَاهَا أَوْ عَلَيْهَا فُجُورُهَا
وَلَهُ وَلَو أَنَّ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ سَلَّمَتْ ... عَلَيَّ وَدُونِي تُرْبَةٌ وصفائح