ذم الهوي (صفحة 351)

فَقَرَأَهُ وَأَخَذَ نُشَّابَةً فَكَتَبَ عَلَيْهَا لَكِ الْوَفَاءُ بِمَا سَأَلْتِينِي

ثُمَّ ألقاهاإليها فَدَلَّتْهُ عَلَى الْمَوْضِعِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَافْتَتَحَهَا

فَدَخَلَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ غَارُونَ لَا يَشْعُرُونَ فَقَتَلَ الْمَلِكَ وَأَكْثَرَ الْقَتْلَ فِيهَا وَتَزَوَّجَهَا

فَبَيْنَمَا هِيَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى فِرَاشِهِ أَنْكَرَتْ مَكَانَهَا حَتَّى سَهِرَتْ أَكْثَرَ لَيْلَتِهَا فَقَالَ لَهَا مَالَكِ قَالَتْ أَنْكَرْتُ فِرَاشِي فَنَظَرُوا تَحْتَ الْفِرَاشِ فَإِذَا تَحْتَهُ طَاقَةُ آسٍ قَدْ أَثَّرَتْ فِي جِلْدِهَا فَتَعَجَبَ مِنْ رِقَّةِ بَشْرَتِهَا فَقَالَ لَهَا مَا كَانَ أَبُوكِ يُغَذُوكِ قَالَتْ كَانَ أَكْثَرُ غِذَائِي عِنْدَهُ الشَّهْدُ وَالْمُخُّ وَالزُّبْدُ فَقَالَ لَهَا مَا أَحَدٌ بَالِغٌ مِنْكِ فِي الْحِبَاءِ مَبْلَغَ أَبِيكِ وَإِنْ كَانَ جَزَاؤُهُ عِنْدَكِ عَلَى جَهْدِ إِحْسَانِهِ مَعَ لُطْفِ قَرَابَتِهِ وَعِظَمِ حَقِّهِ إِسَاءَتُكِ إِلَيْهِ مَا أَنَا بِآمِنٍ مِثْلَ ذَلِكَ مِنْكِ

ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ تُعْقَدَ قُرُونُهَا بِذَنَبِ فَرَسٍ شَدِيدِ الْجَرْيِ جَمُوحٍ ثُمَّ يَجْرِي فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهَا حَتَّى تَسَاقَطَتْ عُضْوًا عُضْوًا

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّحَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس ابْن عَطَاءٍ قَالَ كَانَ يَحْضُرُ حَلْقَتِي شَاب حسن الْوَجْه يخبأ يَدَهُ قَالَ فَوَقَعَ لِي أَنَّ الرَّجُلَ قَدْ قُطِعَتْ يَدُهُ عَلَى حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ قَالَ فَجَاءَنِي يَوْمَ جُمْعَةٍ وَقَدْ جَاءَتِ السَّمَاءُ بِالْبَرَكَاتِ وَلَمْ يَجِئْنِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَحَدٌ قَالَ فَطَالَبَتْنِي نَفْسِي بِمُخَاطَبَتِهِ وَدَافَعْتُهَا مِرَارًا كَثِيرَةً إِلَى أَنْ غَلَبَ عَلَيَّ كَلامُهُ فَكَلَّمْتُهُ فَقُلْتُ يَا فَتًى مَالِي أَرَى يَدَكَ تُخَبِّؤُهَا ثُمَّ لَا تُخْرِجُهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015