ذم الهوي (صفحة 324)

الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ قَالَ مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ قُلْتُ لِمَجْنُونٍ كَانَ عِنْدَنَا وَكَانَ شَاعِرًا يُقَالُ إِنَّ عَقْلَهُ ذَهَبَ لِفَقْدِ ابْنَةِ عَمٍّ كَانَتْ لَهُ أَجِزَ هَذَا الْبَيْتَ

وَمَا الْحُبُّ إِلا شُعْلَةٌ قَدَحَتْ بِهَا ... عُيُونُ الْمَهَا بِاللُّحْظِ بَيْنَ الْجَوَانِحِ فَقَالَ عَلَى الْمَكَانِ

وَنَارُ الْهَوَى تَخْفَى وَفِي الْقَلْبِ فِعْلُهَا ... كَفِعْلِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ كَفُّ قَادِحِ

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحَجَّاجِ

وَيْحَكَ يَا قَلْبُ مَا أَغْفَلَكَ ... تَعْشَقُ مَنْ يَعْشَقُ أَنْ يَقْتُلَكَ

وَأَنْتَ يَا طَرْفِي أَوْقَعْتَنِي ... وَيْحَكَ يَا طَرْفُ مَا لِي وَلَكَ

قَدْ كَانَ مِنْ حَقِّ بُكَايَ عَلَى ... مَنْ يُبْتَلَى بِالْحُبِّ أَنْ يَشْغَلَكَ

حَتَّى تَوَصَّلْتَ لِقَلْبِي فَلا ... كُنْتَ وَلا كَانَ الَّذِي أَرْسَلَكَ وَلَهُ

يَا سَائِلِي عَنْ دَمِي لَا تَطْلُبُوا أَحَدًا ... بَعْدِي بِهِ فَدَمِي الْمَسْفُوكُ فِي عُنُقِي

إِنِّي حَمَلْتُ عَلَى نَفْسِي لِشَقْوَتِهَا ... مِثْلَ الْجِبَالِ مِنَ الْبَلْوَى فَلَمْ تُطِقِ وَلَهُ

قُلْ لِقَلْبِي لِمَ تَشْكُو ... لَا شَفَى اللَّهُ غَلِيلَكَ أَنْتَ يَا مِسْكُينُ ... خَلَّطْتَ وَأَكْثَرْتَ فُضُولَكَ

يَوْمَ صَيَّرْتَ إِلَى بَدْرِ ... الدُّجَى عَنِّي رَسُولك

طَالبا هَيْهَات يَا قلبِي ... مَالا يَسْتَوِي لَكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015