اخْتَلَفَ كَلامُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ
وَأَكْثَرُهُمْ سَمَّوْهُ بَاسْمِ سَبَبِهِ أَوْ بِاسْمِ مَا يؤول إِلَيْهِ
قَالَ أَفْلاطُونُ الْعِشْقُ حَرَكَةُ النَّفْسِ الْفَارِغَةِ بِغَيْرِ فِكْرَةٍ وَسُئِلَ يُوذَجَانِسُ عَنِ الْعِشْقِ فَقَالَ سُوءُ اخْتِيَارٍ صَادَفَ نَفْسًا فَارِغَةً وَقَالَ أرسطاطا لَيْسَ الْعِشْقُ هُوَ عَمَى الْحِسِّ عَنْ إِدْرَاكِ عُيُوبِ الْمَحْبُوبِ وَقَالَ فِيثَاغُورسُ الْعِشْقُ طَمَعٌ يَتَوَلَّدُ فِي الْقَلْبِ وَيَتَحَرَّكُ وَيَنْمَى ثُمَّ يَتَرَبَّى وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ مَوَادُّ مِنَ الْحِرْصِ فَكُلَّمَا قَوِيَ ازْدَادَ صَاحِبُهُ فِي الاهْتِيَاجِ وَاللُّجَاجِ وَالتَّمَادِي فِي الطَّمَعِ وَالْفِكْرِ فِي الأَمَانِيِّ وَالْحِرْصِ عَلَى الطَّلَبِ حَتَّى يُؤَدِّيَهُ ذَلِكَ إِلَى الْغَمِّ الْمُقْلِقِ
وَفِي هَذَا الْمَعْنَى قَالَ الْمُتَنَبِّي
وَمَا الْعِشْقُ إِلا غِرَّةٌ وَطَمَاعَةٌ ... يُعَرِّضُ قَلْبٌ نَفْسَهُ فَيُصَابُ
أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ قَالَتْ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ السَّرَّاجِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزَجِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ قَالَ سُقْرَاطُ الْحَكِيمُ الْعِشْقُ جُنُونٌ وَهُوَ أَلْوَانٌ كَمَا أَنَّ الْجُنُونَ أَلْوَانٌ
أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ