قَالَ ثُمَّ وَلَّتْ فَتَبِعْتُهَا فَدَخَلَتْ بَعْضَ خِيَامِ الأَعْرَابِ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَجُلا مِنَ الْقَوْمِ فَوَصَفْتُهَا فَقُلْتُ فَتَاةُ كَذَا وَكَذَا مِنْ حُسْنِهَا مِنْ مَنْطِقِهَا فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُم ابْنَتي وَالله قُلْتُ هَلْ أَنْتَ مُزَوِّجِي قَالَ عَلَى الأَكْفَاءِ
قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ تيم الله قَالَ كفؤ كَرِيمٌ فَمَا رُمْتُ حَتَّى تَزَوَّجْتُهَا وَدَخَلْتُ بِهَا ثُمَّ قُلْتُ جَهِّزُوهَا إِلَيَّ قُدُومِي مِنَ الْحَجِّ فَلَمَّا قَدِمْتُ حَمَلْتُهَا إِلَى الْكُوفَةِ فَهَا هِيَ عِنْدِي لي مِنْهَا بَنِينَ وَبَنَاتٌ
قَالَ قُلْتُ لَهَا وَيْحَكِ مَا كَانَ تَعَرُّضُكِ لِي حِينَئِذٍ قَالَتْ يَا هَذَا لَا تُكْذَبَنَّ لَيْسَ لِلنِّسَاءِ خَيْرٌ مِنَ الأَكْفَاءِ فَلا تَعْجَبَنَّ بِامْرَأَةٍ تَقُولُ هَوِيتُ فَوَاللَّهِ لَوْ عَجَّلَ لَهَا بَعْضُ السُّودَانِ مَا تُرِيدُهُ مِنْ هَوَاهَا لَكَانَ هُوَ الْهَوَى عِنْدَهَا دُونَ هَوَاهَا
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبِي قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّلْمَاسِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ بَكْرٍ الأَنْدَلُسِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَتِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ بِمَكَّةَ وَكَانَ لَهَا زَوْجٌ فَنَظَرَتْ يَوْمًا إِلَى وَجْهِهَا فِي الْمَرْأَةِ فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا أَتَرَى أَحَدًا يَرَى هَذَا الْوَجْهَ لَا يُفْتَنُ بِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَتْ مَنْ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَتْ فَائْذَنْ لِي فِيهِ فَلأَفْتِنَّنَهُ قَالَ قَدْ أَذِنْتُ لَكِ قَالَ فَأَتَتْهُ كَالْمُسْتَفْتِيَةِ فَخَلا مَعَهَا فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ فَأَسْفَرَتْ عَنْ مِثْلِ فَلْقَةِ الْقَمَرِ فَقَالَ لَهَا يَا أَمَةَ اللَّهِ قَالَتْ إِنِّي قَدْ فُتِنْتُ بِكَ فَانْظُرْ فِي أَمْرِي قَالَ إِنِّي سَائِلُكِ عَنْ شَيْءٍ فَإِنْ أَنْتِ صَدَقْتِينِي نَظَرْتُ فِي أَمْرِكِ قَالَتْ لَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ إِلا صَدَقْتُكَ