وَالنَّارُ لَا تَنْقَضِي مَا دَامَ بِي رَمَقٌ ... وَلَسْتُ ذَا مِيتَةٍ مِنْهَا فَتُفْنِينِي
لَكِنْ سَأَصْبِرُ صَبْرَ الْحُرِّ مُحْتَسِبًا ... لَعَلَّ رَبِّي مِنَ الْفِرْدَوْسِ يُدْنِينِي
قَالَ وَأَمْسَكَ عَنْهَا فَأَرْسَلَتْ إِمَّا أَنْ تَزُورُنِي وَإِمَّا أَنْ أَزُورَكَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا ارْبِعِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ عَلَى نَفْسِكِ وَدَعِي عَنْكِ التَّسَرُّعَ إِلَى هَذَا الأَمْرِ
فَلَمَّا يَئِسَتْ مِنْهُ ذَهَبَتْ إِلَى امْرَأَةٍ كَانَتْ تَعْمَلُ السِّحْرَ فَجَعَلَتْ لَهَا الرَّغَائِبَ فِي تَهْيِيجِهِ فَعَمِلَتْ لَهَا فِيهِ فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَالِسًا مَعَ أَبِيهِ إِذْ خَطَرَ ذِكْرُهَا بِقَلْبِهِ وَهَاجَ مِنْهُ أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ وَاخْتَلَطَ
فَقَامَ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ أَبِيهِ مُسْرِعًا وَصَلَّى وَاسْتَعَاذَ وَجَعَلَ يَبْكِي وَالأَمْرُ يَزِيدُ فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَا بُنَيَّ مَا قِصَّتُكَ قَالَ يَا أَبَتِ أَدْرِكْنِي بِقَيْدٍ فَمَا أَرَى إِلا قَدْ غُلِبْتُ عَلَى عَقْلِي
فَجَعَلَ أَبُوهُ يَبْكِي وَيَقُولُ يابني حَدَّثَنِي بِالْقِصَّةِ فَحَدَّثَهُ قِصَّتُهُ فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَيَّدَهُ وَأَدْخَلَهُ بَيْتًا فَجَعَلَ يَتَضَرَّبُ وَيَخُورُ كَمَا يَخُورُ الثَّوْرُ ثُمَّ هَدَأَ سَاعَةً فَإِذَا هُوَ مِيِّتٌ وَإِذَا الدَّمُ يَسِيلُ مِنْ مُنْخَرَيْهِ
قَالَ ابْنُ الْمَرْزُبَانِ وَحَدَّثَنِي إِسْحَق بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْعُتْبِيُّ قَالَ عَلِقَ أَعْرَابِيٌّ امْرَأَةً فَطَالَ بِهِ وَبِهَا الأَمْرُ فَلَمَّا الْتَقَيَا وَتَمَكَّنَ مِنْهَا وَصَارَ بَيْنَ شُعْبَتَيْهَا ذَكَرَ الدَّارَ الآخِرَةَ وَجَاءَتْهُ الْعِصْمَة فَقَالَ وَالله إِن امْرَءًا بَاعَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ بِفِتْرٍ بَيْنَ رِجْلَيْكِ لَقَلِيلُ الْبَصَرِ بَالْمِسَاحَةِ قَالَ ابْنُ الْمَرْزُبَانِ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَكِيمُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ يَقُولُ سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ مُزَيْنَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ هَوِيتُ جَارِيَةً مِنَ الْعَرَبِ ذَاتَ جَمَالٍ وَكَمَالٍ وَأَنَا إِذْ ذَاكَ لَا أُرَعُ عَنْ شَيْءٍ أُرِيدُهُ فَمَكَثْتُ حِينًا أُرْسِلُ إِلَيْهَا وَتُرْسِلُ إِلَيَّ فَلَمَّا تَطَاوَلَتِ الأَيَّامُ أَرْسَلْتُ إِلَيْهَا