ذم الهوي (صفحة 254)

عَلَى النَّارِ فَتَقَدَّمَ إِلَى الْمِصْبَاحِ اوالقنديل فَوَضَعَ أُصْبُعًا مِنْ أَصَابِعِهِ فِيهِ حَتَّى احْتَرَقَتْ ثُمَّ عَادَ إِلَى صَلاتِهِ فَدَعَتْهُ نَفْسُهُ أَيْضًا وَعَاوَدَ الْمِصْبَاحَ فَوَضَعَ أُصْبُعَهُ الأُخْرَى حَتَّى احْتَرَقَتْ فَلَمْ تَزَلْ نَفْسُهُ تَدْعُوهُ وَهُوَ يَعُودُ إِلَى الْمِصْبَاحِ حَتَّى احْتَرَقَتْ أَصَابِعُهُ جَمِيعًا وَهِيَ تَنْظُرُ فَصُعِقَتْ فَمَاتَتْ

قَالَ ابْنُ الْمَرْزُبَانِ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ أَنَّ شَابًّا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُرَ شَابٌّ قَطُّ أَحَسَنَ مِنْهُ وَكَانَ يَبِيعُ الْقِفَافَ فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ يَطُوفُ بِقِفَافِهِ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ دَارِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا رَأَتْهُ رَجَعَتْ مُبَادِرَةً فَقَالَتْ لابْنَةِ الْمَلِكِ يَا فُلانَةُ إِنِّي رَأَيْتُ شَابًّا بِالْبَابِ يَبِيعُ الْقِفَافَ لَمْ أَرَ شَابًّا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ

قَالَتْ أَدْخِلِيهِ

فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ يَا فَتَى ادْخُلْ نَشْتَرِ مِنْكَ فَدَخَلَ فَأَغْلَقَتِ الْبَابَ دُونَهُ ثُمَّ قَالَتِ ادْخُلْ فَدَخَلَ فأغلت بَابًا آخَرَ دُونَهُ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ بِنْتُ الْمَلِكِ كَاشِفَةً عَنْ وَجْهِهَا وَنَحْرِهَا

فَقَالَ لَهَا اشْترِي عافاك الله فَقَالَت إِنَّا لم نَدعك لهَذَا إِنَّمَا دعوناك لكذا يَعْنِي تراوده عَنْ نَفْسِهِ فَقَالَ لَهَا اتَّقِ اللَّهَ

قَالَتْ لَهُ إِنَّكَ إِنْ لَمْ تُطَاوِعْنِي عَلَى مَا أُرِيدُ أَخْبَرْتُ الْمَلِكَ أَنَّكَ إِنَّمَا دَخَلْتُ عَلَيَّ تُكَابِرُنِي عَلَى نَفْسِي قَالَ فَأَبَى وَوَعَظَهَا فَأَبت فَقَالَ ضَعُوا لِي وُضُوءًا فَقَالَتْ أَعَلَيَّ تَعَلَّلُ يَا جَارِيَةُ ضَعِي لَهُ وُضُوءًا فَوْقَ الْجَوْسَقِ فَكَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفِرَّ مِنْهُ وَمِنَ الْجَوْسَقِ إِلَى الأَرْضِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا صَارَ فِي أَعْلَى الْجَوْسَقِ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي دُعِيتُ إِلَى مَعْصِيَتِكَ فَإِنِّي اخْتَارُ أَنْ أُصَبِّرَ نَفْسِي فَأُلْقِيهَا مِنْ هَذَا الْجَوْسَقِ وَلا أَرْكَبُ الْمَعْصِيَةَ ثُمَّ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَأَلْقَى نَفْسَهُ مِنْ أَعْلَى الْجَوْسَقِ فَأَهْبَطَ اللَّهُ لَهُ مَلِكًا فَأَخَذَ بِضَبْعَيْهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015