ذم الهوي (صفحة 229)

الأَسَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ ثَوْرٍ قَالَ سَمِعْتُ ذَا الرُّمَّةِ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ يَقُولُ لَقَدْ مَكَثْتُ مُتَيَّمًا بِمَيٍّ عِشْرِينَ سَنَةً فِي غَيْرِ رِيبَةٍ وَلا فَسَادٍ

قَالَ ابْنُ الْمَرْزُبَانِ وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ صَخْرٍ قَالَ كَانَ فِي تَمِيمٍ خَصْلَتَانِ قَدْ غَلَبُوا النَّاسَ عَلَيْهِمَا الْحِلْمُ وَالْعَفَافُ

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ ابْن عُمَرَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنُ الزَّيْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَأَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ قَالا حَدَّثَنَا زُبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمِّلِ بْنِ طَالُوتَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ الْخُزَامِيُّ قَالَ خَرَجْتُ فِي آخِرِ الْحَجِّ فَنَزَلْتُ بِخَيْمَةٍ بِالأَبْوَاءِ عَلَى امْرَأَةٍ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ حُسْنِهَا وَأَطْرَبَنِي فَتَمَثَّلْتُ قَوْلَ نُصَيْبٍ

بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ ... وَقُلْ إِنْ تَمَلِّينَا فَمَا مَلَّكِ الْقَلْبُ

خَلِيلَيَّ مِنْ كَعْبٍ أَلِمَّا هُدِيتُمَا ... بِزَيْنَبَ لَا تَفْقِدْكُمَا أَبَدًا كَعْبُ

وَقُولا لَهَا مَا فِي الْبُعَادِ لِذِي الْهَوَى ... بُعَادٌ وَمَا فِيهِ لِصَدْعِ النَّوَى شَعْبُ

فَمَنْ شَاءَ رَامَ الصَّرْمَ أَوْ قَالَ ظَالِمًا ... لِصَاحِبِهِ ذَنْبٌ وَلَيْسَ لَهُ ذَنْبُ

فَلَمَّا سَمِعَتْنِي أَتَمَثَّلُ الأَبْيَاتَ قَالَتْ لِي يَا فَتَى أَتَعْرِفُ قَائِلَ هَذَا الشِّعْرِ قُلْتُ نَعَمْ ذَاكَ نُصَيْبٌ قَالَتْ نَعَمْ هُوَ ذَاكَ أَفَتَعْرِفُ زَيْنَبَ قُلْتُ لَا قَالَتْ أَنَا وَاللَّهِ زَيْنَبُ قُلْتُ فَحَيَّاكِ اللَّهُ قَالَتْ أَمَا إِنَّ الْيَوْمَ مَوْعِدُهُ مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ خَرَجَ إِلَيْهِ عَامَ أَوَّلَ وَوَعَدَنِي هَذَا الْيَوْمَ وَلَعَلَّكَ لَا تَبْرَحُ حَتَّى تَرَاهُ

قَالَ فَمَا بَرِحْتُ مِنْ مَجْلِسِي حَتَّى إِذَا أَنَا بَرَاكِبٍ يَزُولُ مَعَ السَّرَابِ فَقَالَتْ تَرَى حَيْثُ ذَاكَ الرَّاكِبِ إِنِّي أَحْسَبُهُ إِيَّاهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015