وَكَتَبَ إِلَيَّ
يَا مَنْ يُحَدِّثُ عَنِّي ... بِظَنِّ سَمْعٍ وَعَيْنِ
إِنْ كُنْتَ تَخْطُبُ سِرِّي ... فَارْجِعْ بِخُفَيْ حُنَيْنِ فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ
هَيْهَاتَ لَحْظُكَ عِنْدِي ... تُقِرُّ فِيهِ بِعِشْقِكْ
دَعْ عَنْكَ خُفَّيْ حُنَيْنِ ... وَاحْرِصْ عَلَى حَلِّ رِبْقِكْ
تَعَالَ نَحْتَالُ فِيمَا ... تَهْوَى بِرِفْقِي وَرِفْقِكْ
وَصِرْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي يَا أَبَا الطَّيِّبِ قَدْ عَصَيْتُ إِبْلِيسَ أَكْثَرَ مِمَّا عَصَى رَبَّهُ إِلَى أَنْ أَوْقَعَنِي فِي حِبَالِهِ فَأَنْشَدْتُهُ
مِنْ أَيْنَ لَا كَانَ إِبْلِيسُ ... جَاءَنِي بِكَ يَسْعَى
أَبْدَاكِ لِي مِنْ بَعِيدٍ ... فَقُلْتُ سَمْعًا وَطَوْعًا
فَأَخْبَرَنِي بِقِصَّتِهِ فَسَعَيْتُ لَهُ بِلَطِيفِ الْحِيلَةِ وَأَعَانَنِي بِحَزْمِ الرَّأْيِ حَتَّى فَازَ بِالظَّفَرِ
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصُّولِيُّ اعْتَلَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ فَأَتَاهُ أَبُوهُ عَائِدًا وَقَالَ مَا عَرَاكَ يَا بُنَيَّ فَأَنْشَأَ
يَقُولُ أَيُّهَا الْعَاذِلُونَ لَا تَعْذِلُونِي ... وَانْظُرُوا حُسْنَ وَجْهِهَا تَعْذُرُونِي
وَانْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ أَحْسَنَ مِنْهَا ... إِنْ رَأَيْتُمْ شَبِيهَهَا فَاعْذِلُونِي
بِي جُنُونُ الْهَوَى وَمَا بِي جُنُونُ وَجُنُونُ الْهَوَى جُنُونُ الْجُنُونِ
قَالَ فَتَتَبَّعَ أَبُوهُ الْحَالَ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا فَابْتَاعَ الْجَارِيَةَ الَّتِي شُغِفَ بِهَا بِسَبْعَةِ آلافِ دِينَارٍ وَوَجَّهَهَا إِلَيْهِ