وَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الطَّبَرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ كَانَ مَعِي شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ وَكَانَ يَخْدُمُنِي فَجَاءَنِي إِنْسَانٌ مِنْ بَغْدَادَ صُوفِيٌّ وَكَانَ كَثِيرَ الالْتِفَاتِ إِلَى الشَّابِّ فَكُنْتُ أَجِدُ عَلَيْهِ لِذَلِكَ فَنِمْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فَرَأَيْتُ رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ يَا أَبَا يَعْقُوبَ لِمَ لَمْ تَنْهَهُ وَأَشَارَ إِلَى الْبَغْدَادِيِّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الأَحْدَاثِ فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي إِنِّي لَا أَشْغُلُ بِالأَحْدَاثِ إِلا مَنْ بَاعَدْتُهُ عَنْ قُرْبِي
قَالَ أَبُو يَعْقُوبَ فَانْتَبَهْتُ وَأَنَا أَضْطَرِبُ فَحَكَيْتُ الرُّؤْيَا لِلْبَغْدَادِيِّ فَصَاحَ صَيْحَةً وَمَاتَ فَغَسَّلْنَاهُ وَدَفَنَّاهُ وَاشْتَغَلَ قَلْبِي بِهِ فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ شَهْرٍ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ قَالَ وَبَّخَنِي حَتَّى خِفْتُ أَلا أَنْجُو ثُمَّ عَفَا عَنِّي