خطيباً مثله) وكما يظن كثيرون، وخرجوا بالأهازيج والأناشيد يتسابقون إلى ساحة المعركة.
وكان من المتحمسين القائد الشابّ يوسف بك العظمة، شهيد ميسلون وقبره فيها. ولم يستمع أحد لنصح كبار العسكريين كرضا باشا الركابي، وكانوا يظنون أن جماهيرَ ما عندها من أدوات الحرب إلا الحماسة تستطيع أن تردّ جيشاً فرنسياً يقوده جنرال! فكانت الهزيمة المرتقَبة بعد قتال قصير، ودُفن الاستقلال وهو لم يتمّ سن الرضاعة، وبدأ حكم الأجنبي للشام.
* * *
أما المنعطف الصغير في حياتي أنا فهو نقلي من المدرسة السلطانية الثانية (الرسمية) إلى مدرسة الشيخ عيد السفرجلاني (الأهلية)، وكانت في الجَقْمَقيّة. أما «الجقمقية» فقد بناها جَقمق المتوفّى في سنة 824هـ (?)، وهي في جوار قبر صلاح الدين