حاشية: سألني سائل: هل قرأت على الكوثري الذي قلت عنه «أستاذنا»، وهل أنت معه في كلّ ما كتب؟
والجواب: لا؛ ما قرأت عليه، ولكن قلت عنه «أستاذنا» لأني استفدت من علمه ولأنه كان السبب في طبع «رسائل الإصلاح»، وهي أول ما كتبتُ. ولست معه في كلّ ما كتب ولا مع غيره؛ أنا لا أمشي مع أحد أبداً مغمض العينين، بل آخذ من كل عالِم وأدَع، إلاّ قول الله وما صحّ من قول رسول الله ‘، آخذه كله وأسأل الله أن يعينني على العمل به.
والكوثري -كغيره- يصيب ويخطئ، ولكني قدّرتُه لعلمه ولِمَا أحسنَ إليّ. ولم يجمعني به إلاّ بضعة مجالس في دمشق، ومجلس في مصر خرجت منه مخالفاً له في كلام قاله عن ابن تيمية ... بعد أن تحررت من كره ابن تيمية في صباي بتأثير بعض مشايخي، ثم من الإفراط في حبه بتأثير خالي محبّ الدين وأستاذي كرد علي، ثم العودة إلى الانصراف عنه بتأثير الكوثري، ثم الرجوع إلى الإقبال عليه بتأثير شيخنا بهجة البيطار، ثم تحررت من هذا كله ونظرت إليه بعين الإنصاف فرأيت عظيم مزاياه وواسع علمه، وأنه لو سبق به الزمان لكان أحد الأئمة المتبوعين. وبقيَت مسائل مما يقول به لم أستطع إلى الآن قبولها، وكل عالِم يؤخَذ منه ويُترَك إلاّ ما بيّن فيه حكم الله وأيد بيانه بالدليل القطعي.
* * *