ترجمة شعرية لقصيدة للشاعر الفرنسي أندره شينيه عنوانها «اللقاء العجيب»، وخليل هنداوي.
ولا تؤاخذوني إن ذكرت حقيقة فيها مدح لنفسي، فأنا أعلم أن أثقل كلام على أذن السامع ما فيه ثناء من المتكلّم نفسه، ولكنني أسجّل حقائق مكتوبة منشورة مَن طلبها وجدها، لا أخترعها ولا أدّعيها. ذلك أن الزيات رحمه الله -بأستاذيته وخبرته- كان يجعل لمن يكتب في الرسالة درجات، فمنهم من ينشر اسمه مجرداً بلا لقب، ومن يلقّبه بالأديب، ومن يقول عنه الأستاذ. وكل الذين نشروا قبلي في الرسالة كتب أسماءهم مجردة إلاّ أنور العطّار، لقّبه حيناً بشاعر الشباب السوري ثم أعاده إلى الاسم المجرد، وأنا كتب عني (ولا مؤاخذة) من أول يوم «للأستاذ فلان»، وكان يضع مقالتي بعد الطبقة الأولى من الكتّاب الكبار مباشرة، وأول من أخذ من الرسالة مكافأة مالية على مقالاته بعد الرافعي والعقّاد وطه حسين وأمثالهم هو كاتب هذه الذكريات.
نُشرَت أول مقالة لي في العدد الثاني والعشرين (16 شعبان 1352)، وكان عنوانها «سؤال». قلت فيها:
إذن فأخبرني يا سيدي: هل تنشر الآثار -إذ تنشرها في «رسالتك» - لأنها وافقت خطّة معروفة اختَطّتها لنفسها الرسالة في الأدب، وطريقة معيّنة اتخذَتها، أم أنت تنشر كل جيّد يُبعَث به إليك، لا تبالي منه إلاّ بشرف القول وحسن الأداء والبلاغة في التعبير عن القصد؟ وهل تفعل هذا إلى أمد قريب ثم تطلع على الناس بخُطّتك الأدبية وتحمل كتّابك عليها، أم أنت تفعله