وجرّدوا سلاحهم في وجوهنا، أكلوا خبزَنا ونصروا خصمنا عمداً وقصداً ولؤماً وكيداً.

* * *

قُضِي على الثورة، ولكن الثوار ما ألقَوْا سلاحهم ولا استسلموا لعدوّهم، نظروا في البلاد حولهم فما وجدوا ملجأ يُلجِئُهم ولا دولة تحميهم، فعادوا إلى الصحراء. "والصحراء عرين أسود لا حظيرة أغنام، فلا يعيش فيها إلا الآساد والجمال ومَن له قوّة الأسد وصبر الجمَل. لذلك انبثق الإسلام من هذه الصحراء، لا من جنّات الشام ولا من سواد العراق، ولا من تحت قباب القسطنطينية ولا بجنب إيوان كسرى، ولا في أوربا التي كانت يومئذٍ غابة وحوش على صورة بني آدم" (?)

إنّما الإسلامُ في الصحرا امتَهَدْ ... ليجيءَ كلُّ مسلم أَسَدْ

ورحم الله الرافعي (?).

دخلوا الصحراء ونزلوا وادي سرحان، عاشوا فيه سنوات على الضيق والضَّنْك واحتملوا. ولكن هل يحتمل أطفالُهم مثل ما يحتملون؟ هنالك فتح النكدي في «الأيام» باب التبرّع لمساعدتهم ودعاهم «أطفال الصحراء»، وصار ينشر كل يوم أسماء المتبرّعين ومبلغ ما تبرّعوا به، ويعلن في كل يوم (أي في كل عدد) أن من دفع قرشاً ولم يجده مذكوراً معلَناً فليراجعه، وصار كلّما اجتمع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015