يصوغها شعراً، كما صنع المنفلوطي بخطبته في «تأبين فولتير» لما تُرجمت له معانيها فصاغها صياغة لو كان هوغو أديباً عربياً ما أحسب أنه يقدر على أجود منها. قال له: كلاّ؛ المستقبل ليس لأحد، المستقبل يامليكي لله وحده (Sire! L’avenir est a عز وجلieu). في هذه القصيدة من الصور ومن الأفكار ومن الحماسة ما يجعلها في مقدّمة ما يحسن نقله إلينا من أدب الغرب، لأن أسلوب هوغو (في شعره وفي نثره) أسلوب خطابيّ فخم التعبير، أقرب ما تكون أساليب القوم إلى أسلوب شعراء العرب.

وللنكدي مقالة عنوانها: «إذا كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ، وإنْ كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ»؛ من أبلغ ما خطّت أقلام الكاتبين.

وكان -على قوّة شخصيته ومضاء عزيمته- رجّاعاً إلى الحقّ إن تبيّن أن الحقّ عليه لا له، يخمد غضبه في لحظة ولو كان مشتعلاً اشتعال النار متفجّراً تفجّر البارود، وهذه -لعَمري- مزيّة لا يكاد يتحلّى بها إلا أبطال الرجال. وقد خبّر سيد البشر ‘ أن مقياس الشدّة والقوّة ليس بالغلَبة بالصراع، بل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.

كان من مبادئ الجريدة مقاومة الشيوعية، فسرّب أحد المحرّرين مقالة فيها تحبيذ خفيّ لها ودعوة مبطنة إليها، عُرضت على النكدي فلم يتنبّه إليها فوافق على نشرها وذهب، فلما وصلَتْ إليّ لتصحيح تجارِب طبعها (بروفاتها) رأيت ما فيها، ولم يكن لديّ من سعة الوقت ولا من وسيلة الاتصال ما أتمكّن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015