مهتمّون بالذي يرونه ويسمعونه في يومهم الذي يعيشونه؟ ما لهم ولما وقع لي، وما هم فيه يزيد عن طاقة احتمالهم؟
لذلك أظن أني سأستقيل، بل أنا أضع استقالتي تحت يد أصحاب الجريدة. والوزارة التي تستقيل تصرف الأعمال حتى تأتي وزارة تخلفها، فأنا أستمر في الكتابة حتى يصدر قرار قبول استقالتي ... أفعل اليوم فعل الوزراء وما فيّ إلاّ تلك من صفات الوزراء.
* * *
أعود إلى ما كنت فيه، إلى ما قطعني عن ذكره بيغن وشارون مجرما العصر، ولكل عصر مجرموه كما أن لكل بلدة مَجاريها، فالمجاري فيها أقذار الناس والمجرمون هم أقذر الناس.
قلت إن تلك الخطبة التي ألقيتها سنة 1929 وتلك المظاهرة التي قدّمتُها نبّهَتا الناس إليّ ودلّتا قيادة النضال الوطني عليّ. وكانت القيادة للكتلة الوطنية، ولم تكُن -فيما أعلم- حزباً منظماً كالأحزاب التي كانت قبلها وبعدها، بل كانت مجموعة من الزعماء الوطنيين رئيسهم الشيخ الجليل هاشم الأتاسي، ومن أعضائها: فارس الخوري وشكري القوّتْلي وجميل مَرْدَم وزكي الخطيب ولطفي الحفّار وفخري البارودي، ومَن لست أذكر الآن.
وما الكتلة الوطنية؟
لما كنا في أوائل الدراسة الثانوية كان في البلد حزبان: حزب الشعب الذي كان أبرز رجاله الطبيب الكاتب الخطيب