دمشق على من كان فيها فما لم يصل إليه الدمار أشعل فيه النار، إلى الذين تعهّدوا لإبليس بأن يحموا أمن إسرائيل، ولو كان أمنها لا يقوم إلاّ على خراب صيدا وصور وتحويل الدور والقصور إلى أطلال وقبور، وتجرِبة السلاح الأميركي الجديد بقنابله العنقودية والفسفورية والتفريغية على الأطفال والنساء والشيوخ كما تُجرّب الأدوية الجديدة على الفئران في المختبَرات ... لقد سمعنا بأن منهم من تأخذه الشفقة على حيوانات المختبرات فيحاولون إنقاذها، ولكن ما سمعنا فيمن رأوا ما يقع في بيروت بمن أشفق على أطفالٍ كنور الزهر وصبايا كريّا العطر وشيوخ تجسم فيهم العجز والطهر.
لقد قُتل نفر من اليهود، أيْ من خنازير البشر، في كنيس في باريس (ولعلّ بني إسرائيل هم الذين دبّروا قتلهم ليتّخذوا منه حجّة لهم)، قُتل نفر بفعل مجهول فقامت قيامة اليهود وكثير من النصارى، ويُقتل آلاف وآلاف ويُشوَّهون في بيروت بفعل مجرمين معروفين، يُقتلون عمداً حيث لا يَملكون دفعاً ولا منعاً، والعالَم المتحضّر، عالَم «حقوق الإنسان»، يسمع ويرى فلا يحرّك ساكناً إلاّ اللسان، وربما خرس اللسان إلاّ عن كلمة واحدة هي «الفيتو» يحمون بها ظهور المجرمين.
* * *
إنّ هتلر إنْ قِيسَ به هذا النجس بيغن عُدّ من الأطهار. على أني ألعن هتلر في قبره (إن كان له قبر)، لا لما زعموا كذباً أنه فعله باليهود بل لأنه لم يخلص البشرية نهائياً من رجس اليهود.