نقذف بها في وجوه هؤلاء المفسدين الذين يتسمّون بالمجدّدين، بعد أن داخلناهم وعرفنا طواياهم، فعلمنا أن الجمود الذي أنكرناه على بعض المشايخ يُعَدّ خيراً إن قيس بهذا الجحود الذي وجدناه عند بعض الشباب ... وما نفع قوم مسلمين بأسمائهم وألقابهم كافرين بأقوالهم وأفعالهم، لا يقيمون الصلاة ولا يؤتون الزكاة ولا يصومون رمضان ... يقولون إنهم مسلمون، ونساؤهم سافرات وأولادهم منحرفون وبيوتهم ... مسلم زوجته تخرج سافرة برضاه تُبدي للناس نحرها وسحرها وذراعَيها وساقَيها! مسلم يدخل المسجد مرة في الشهر ويدخل السينما أو الملهى كل يوم!
ومضيت على هذا السنَن، ومضت الرسائل يزداد عددها ويتسع انتشارها، ويتبرّع أهل الخير (وما أكثرهم دائماً) بطباعتها والإنفاق عليها، وصار الناس يتداولونها وهم يُثنون عليّ ويدعون لي. وكان الطبع حراً والمطابع مفتوحة، نكتب (أيام الانتداب!) ما نريد ونطبع ما نريد، لا نحتاج في ذلك إلى استئذان وليس علينا فيه رقيب، ولا يأتينا مَن يمنعنا ولا مَن يسألنا، إلاّ في حدود القانون. وما كان عندنا قانون يقيّد الأقلام أو يحجر على العقول.
توالت أربع رسائل على هذا النمط، وكانت الخامسة بعنوان «وجوب الدعوة إلى الله»، والسادسة عنوانها «صدقي بك، قصة اجتماعية فيها موعظة وذكرى»، والسابعة «الصلاة وأسرارها» مكتوب على غلافها: «من لا يفي لربه بخمس صلوات في اليوم ما فيها إلاّ سعادته وصلاح أمره، لا يمكن أن يفي لأمته ولا لوطنه»، والثامنة عنوانها «البلاء الأعظم في المغرب الأقصى»