وكان أعجب ما في القصة أني أردت أن أضرب المثل على دفع الرواتب لمن لا يعمل فقلت (ص38): كان لوالدي رحمه الله جزاء على جزء من القرآن يقرؤه في جامع السّنانيّة، ثم تُوفّي فعُيّنت مكانه، ولقد مضى عليّ خمسة أعوام ولم أقرأه مرة واحدة والمعاش يأتيني، وأمثالي في هذا كثير، والأوقاف لاهية لاعبة لم تسألني يوماً عن عملي. ولولا أن انتدبَت جدة لي نفسها لقراءته لأخذت المال حراماً، ولكنه حرام على هذه الدائرة الـ ... لا عليّ أنا وحدي. والأنكى من هذا أنني لم أسمع أن لهذه الإدارة مفتّشين يدورون على المساجد فيرون ما يحدث فيها.
وبيّنت أن من أيسر ما يحدث أن الإمام يغيب ويوكل عنه وكيلاً، وقد يوكل هذا ثالثاً لا يحسن الصلاة ولا يجيد القراءة.
وكان الجواب المرتقَب هو عزلي وقطع الراتب عني. كان هذا في الوقت الذي كنت أحتاج فيه إلى الليرة الواحدة! ولم أندم -مع ذلك- على ما كتبت.
* * *