ومن المقالات التي كان لها صدى وكثُرَ التعليق عليها مقالة كان عنوانها «مسألة الأقلّيات» رددت بها على فايز الخوري، وهو الأخ الأصغر لفارس الخوري. وكان من زعماء «الكتلة الوطنية»، ولكن النزعة الصليبية لا تُمحى حتى من وطنيّي النصارى؛ إنهم كما كان يقول عارف النكدي: متعصبون يُظهِرون التسامح، ونحن متسامحون بل متساهلون ونُظهِر أحياناً التعصّب. ولقد أراد مرّة الدخول في الإسلام وكلّمَني في ذلك، وكنت قاضياً في دوما، ثم تبيّن أنه هدّد بعزمه على الإسلام للخلاص من امرأته. أما أخوه أستاذنا فارس بك (وفائز بك كان أيضاً أستاذنا في كلية الحقوق) فقد شهد مَن لازمه حتى موته أنه مات على الإسلام، والقرائن التي أعرفها تثبت صحّة هذه الشهادة، فلقد كان علمه بالإسلام لا يقلّ عن علم علمائه المبرزين، وكان كلما زاره شيخنا الشيخ محمد بهجة البيطار في مرضه يسأله أن يقرأ عليه القرآن، وأوصى أن يُقرأ في مأتمه ونُفِّذت وصيّته. أسأل الله أن يكون قد مات مسلماً، قلت هذا استطراداً.

ولي في «فتى العرب» مقالات أدبية كثيرة، منها فصول متسلسلة عنوانها «شعراؤنا المنسيّون» تكلمت فيها عن ابن مفرغ وغيره، ضاعت فيما ضاع من مقالاتي.

* * *

وفي أيام عملي في «فتى العرب» طلب مني الأستاذ أديب الصفدي أن أكتب له شيئاً في «الناقد»، وهي مجلة أسبوعية كانت من أوائل المجلاّت التي صدرت في دمشق، كانت وسطاً بين المجلات الأدبية والمجلات الإخبارية، فكتبتُ رواية عن حسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015