-184 -
يوم 2/ 4/ 1375هـ
مرّ على هذا اليوم ثلاثمئة وخمسة وسبعون شهراً، ولكنه ماثل أمام ناظري أراه الآن كما رأيته يوم كان؛ لا لأن لي ذاكرة قوية لا تنسى، بل لأنه كان يوماً عظيماً لا يُنسى. والذي ميّزه أمران: الأول أنه واحد من الأيام التي ظهر فيها الجوهر الثمين المكنون في صدور هذه الأمّة، أمّة محمد ‘. والثاني: أنه كان في عهد (قصير) من العهود القليلة التي كان فيها الشعب والحكومة يمشيان في طريق واحد إلى غاية واحدة، أو كانا -كما يقولون في هذه الأيام- في خندق واحد.
وبيان ذلك أنني (وقد أكملتُ من أيام التاسعة والسبعين من عمري) (?) لم أكَد أجد في بلدي إلاّ حكومات لا يراها أهل البلد منه، بل يعدّونها بعيدة عنه عدوّة له، متربّصة به تكيد له، من عهد الاتحاديّين الأتراك: جمال وأنور وطلعت ووزير المالية اليهودي دافيد الذي سمّى نفسه جاويد، وأصولهم من الدونمة من اليهود