الرواسي وتطأطئ الشامخات: لا إله إلاّ الله والله أكبر.
* * *
وكنت قبل ذلك نشرت سلسلة من المقالات كان عنوانها «إلى السلاح يا عرب»، قلت في أول مقالة منها (?):
يا أيها القرّاء، إني ما جئت أصبّ في أعصابكم قوة ليست فيها ولكن جئت أوقظ القوة التي نامت في أعصابكم، وما جئت لأجعلكم خيراً مما أنتم عليه ولكن جئت لأُفهمكم أنكم خيرٌ مما أنتم عليه؛ جئت أضرم جمرة الحماسة التي غطّاها في نفوسكم رماد الكسل، فأعينوني عليها باستعادة الثقة بالله، ثم الثقة بها وبسلائق العروبة التي ورثتها وبعزة الإسلام التي كانت لها. واعلموا أنكم إن فقدتم عزّتكم وأضعتم سلائقكم وابتعدتم عن دينكم لم تكونوا جديرين بمحمد، ولم يكن لكم الحقّ في الاجتماع هنا في يوم مولد محمد، صلّى الله على محمد وعلى آل محمد.
يا سادة، إن الأمم كالأفراد؛ ألا يكون الرجل منكم رائحاً من عمله خائر الجسم واني العزم، كل أمانيه أن يصل إلى الدار فيُلقي بنفسه على أول مقعد يلقاه قبل أن يستنفد الجهد قواه، فيجد في الدار إشارة بأنه رُفع درجة أو نال جائزة أو هبط عليه إرث ضخم من قريب منسيّ، فيحسّ أنه انتفض كما ينتفض العصفور بلّله