لقد كُتب على المسلمين أن يذلّوا، ولكنها مرة واحدة، وقد مرّت ولن تعود إن شاء الله. لقد انبلج الفجر وانتهى الليل، وبدا نور النهضة، نور الاستقلال والوحدة؛ فأقسموا في هذا البيت الأطهر في هذا اليوم الأنور أنكم لن تناموا ولن تضعفوا، فما ينال المجدَ نائمٌ ولا وانٍ ولا ضعيف.

إن محمداً، صلّى الله على محمد، علّمنا معنى العزة والكرامة، وعرّفنا قيمة العقل والعلم، وشرع لنا شرعة الإيمان والعدل والإحسان؛ فلنعُد إلى ما شرع الله لنا على لسان محمد نبيّنا، لنفتح في التاريخ صفحة مجد وسموّ ونبل كالتي كتبها أجدادنا. فيا أيها الرئيس (وهنا رأيت الرئيس -وكان في السدة الصغيرة- يرفع رأسه وينظر إليّ) يا أيها الرئيس، ارفع راية القرآن، ثم ادعُنا إلى العمل شيوخاً لهم عزيمة الشباب وشباباً لهم حكمة الشيوخ، تُجِبْك من جنود الحقّ جحافل تصل يوم القادسية ويوم اليرموك بأيام الغوطة ونابلس التي فيها جبل النار. اعمل للوحدة الكبرى فإنها حياتنا لا حياة لنا إلاّ بها، أقِمْها على صخرة الإسلام، فلا تعبث بها الزعازع ولا تزلزلها الأعاصير.

إنك القائد الحكيم، ولكنها ضجّت في العروق الدماءُ وتلوَّتْ في الأغماد السيوفُ، فانشر اللواء وسُق الجيش، ليعلم الإنس والجنّ أنه لا يزال في عروقنا ذلك الدم الذي نضح الأرض من بواتيه في فرنسا إلى أبواب الصين، وفي قلوبنا ذلك النور الذي أضاء الدنيا من المشرق إلى المغرب، وفي سواعدنا ذلك العزم الذي هدّ بروج الطغيان وتهاوت له التيجان، وفي أفواهنا ذلك النشيد الذي علا في كل مكان، فكانت تخشع له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015