إننا لا نقبل تكشّف البنات واختلاطهن بالرجال واختلاط الرجل بهن أبداً، مهما كان السبب الذي يتذرّع به هؤلاء. هذه هي أعرافنا، وهذه هي أحكام ديننا، وهذه هي سلائق عروبتنا.
إن الكثرة من أهل هذا الإقليم من المسلمين الذين يحرّم عليهم دينهم كشف شيء من جسد المرأة للأجنبي. وليس الأجنبي الإنكليزي والأميركي والروسي فقط، بل الأجنبي في نظر الشرع كلّ من لم يكن مَحْرَماً للمرأة؛ فابن عمّها أجنبي عنها، وابن خالها، وابن خالتها، وزوج أختها، فضلاً عمّن لم يكن قريباً لها.
والذين يدينون بالنصرانية من أهل هذا الإقليم تحرّم عليهم نصرانيتُهم التبرّجَ والتكشّف والاختلاط كما يحرّمه على المسلم إسلامُه. وكلّهم عرب، وأظهر سمات العروبة الغيرةُ على الأعراض والإغراق في صيانة النساء، وليس في الدنيا عربي لا يغار على حُرَمه ولا يصون عرضه وشرفه.
فمَن هو الذي وضع هذه الخطّة؟ هذه الخطّة التي كانت خفيّة ولكنها ظهرت الآن واضحة بيّنة. لقد زرنا (ونحن خمسون عالماً من علماء سوريا) الوزير كمال الدين حسين وكلّمناه بصراحة وكلمَنا بصراحة، وخرجنا مقتنعين بأنه لا يريد هذا ولا يعمل له. ولقد زرت الرئيس عبد الناصر قبل الوحدة، وكنت أنا والأمير سعيد الجزائري المندوبَين السوريَين في الوفد العربي المشترك (السوري العراقي اللبناني) لنصرة الجزائر، وجلسنا معه في بيته ساعتين وحادثناه من قرب، فلم يقُل لنا إنه وضع هذه الخطّة أو إنه يريدها. وجالست الرئيس السرّاج طويلاً وحادثته على انفراد