الساق وهزّ الوسط وتكسير الأجفان، ويلقّنها الغنج والدلال وتلك الأحوال، التي هي عماد الرقص وهي شروطه وأركانه ... هذا المعلم لا يفكّر فيها هو الآخر ولا تفكّر هي فيه، ولا يكون اجتماعها به إلاّ نظيفاً شريفاً عفيفاً خالياً من كلّ خطر، كاجتماعها بأبيها وأمها وأخيها وعمّها؟
هذا مع العلم بأن ذلك كلّه حرام. حرام ولو لم يكن فيه خطر ولو لم ينشأ عنه ضرر، حرام حرام. ومن قال إنه حلال كفر وخرج من دين الإسلام، ومن سكت عنه وهو يقدر على إنكاره كان شيطاناً أخرس، ومن حبّذه ودعا إليه كان شيطاناً ناطقاً. وإذا لم يُنكِره أحد في الأمّة صرنا كبني إسرائيل، الأمّة التي لُعنت على لسان داود وعيسى بن مريم. فأنا أُنكِره بقلمي ولساني لأني لا أملك إلاّ قلمي ولساني، أنكره لأدفع عني وعنكم لعنة الله.
وأنا أسأل: ماذا يريد هؤلاء من تعليم الطالبات الرقص بدلاً من تعليمهنّ العلم والخلق؟ إن تسعمئة وتسعة وتسعين من كل ألف من أهل هذا الإقليم (سوريا) لا يرون في الرقص إلاّ شيئاً حقيراً ساقطاً ويُؤثرون الموت لبناتهم عن أن ينشأن رقّاصات، ويلعنون الأدب والفنّ إن كان في الأدب أو في الفنّ ضياع ذرّة واحدة من أعراض بناتهنّ. فلا تهولوا علينا باسم الأدب والفنّ ولا باسم الرياضة التي تقوّي الجسد، فلا خير في قوّة الجسد إن لم يكن معها قوّة الدين وقوّة الخلق، ولا بالمقاومة الشعبية لأن الحرب صناعة الرجال، فما لنا نحمّل النساء البندقيات والشباب يملؤون المقاهي والسينمات؟