قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ, قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ, يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, اتَّخَذَ حُجْرَةً فِي الْمَسْجِدِ, مِنْ حَصِيرٍ, فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فِيهَا لَيَالِيَ, حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ, ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ لَيْلَةً, فَظَنُّوا أَنَّهُ نَائِمٌ, فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ, لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ, فَقَالَ: «مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صُنْعِكُمْ, حَتَّى خَشِيتُ, أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ, وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ, مَا قُمْتُمْ بِهِ, فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ, فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ».
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (أحمد بن سليمان) الرُّهاويّ، ثقة حافظ [11] 38/ 42.
2 - (عفّان بن مسلم) الصفّار البصريّ، ثقة ثبت، من كبار [10] 21/ 427.
3 - (وُهيب) بن خالد الباهلي مولاهم، أبو بكر البصريّ، ثقة ثبت، تغيّر قليلاً بآخره [7] 21/ 427.
4 - (موسى بن عُقبة) بن أبي عيّاش الأسديّ مولى آل الزبير المدني، ثقة فقيه إمام في المغازي [5] 96/ 122.
5 - (أبو النضر) سالم بن أبي أمية، مولى عمر بن عبيد اللَّه التيمي المدنيّ، ثقة ثبت، يرسل [5] 98/ 121.
6 - (بُسر بن سعيد) المدني العابد، مولى ابن الحضرميّ، ثقة جليل [2] 11/ 517.
7 - (زيد بن ثابت) بن الضحّاك الأنصاريّ النجّاري، الصحابي الشهير - رضي اللَّه تعالى عنه - 122/ 179 واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه من أفراده. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين من موسى بن عقبة، وشيخه رُهاويّ، والباقيان بصريان. (ومنها): أن فيه ثلاثة من ثقات التابعين المدنيين يروي بعضهم عن بعض: موسى، عن أبي النضر، عن بُسْر. واللَّه تعالى أعلم.
[تنبيه]: ذِكرُ سالم أبي النضر بين موسى بن عقبة، وبسر في هذا الإسناد هو رواية الأكثرين، عن موسى، وخالفهم ابن جريج، عن موسى، فلم يذكر أبا النضر في الإسناد، أخرجه المصنّف في "الكبرى" 2/ 1291 - ، قال الحافظ: ورواية الجماعة أولى، وقد وافقهم مالك في الإسناد، لكن لم يرفعه في "الموطإ"، وقد أخرجه من طريقه المصنف في "الكبرى" أيضًا 2/ 1292 - ورُوي عنه خارج "الموطإ"، مرفوعًا. واللَّه تعالى أعلم.