الابتداء، وتكون الجملة مستأنفة استئنافًا بيانيَّا، وهو ما وقع جوابًا لسؤال مقدر، فكأن سائلًا سأله، فقال: ما هي زكاة الصوم؟ فأجاب بقوله: "إن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - إلخ.
ودلالة الحديث على الترجمة من حيث إن ابن عباس - رضي اللَّه عنه - خطب في آخر رمضان، وحثّ الناس على أداء زكاة الفطر. واللَّه تعالى أعلم، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
1581 - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, عَنِ الْبَرَاءِ, قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَوْمَ النَّحْرِ بَعْدَ الصَّلاَةِ, ثُمَّ قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا, وَنَسَكَ نُسُكَنَا, فَقَدْ أَصَابَ النُّسُكَ, وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلاَةِ, فَتِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ». فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَاللَّهِ لَقَدْ نَسَكْتُ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى الصَّلاَةِ, عَرَفْتُ أَنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ, فَتَعَجَّلْتُ, فَأَكَلْتُ, وَأَطْعَمْتُ أَهْلِي, وَجِيرَانِي, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «تِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ». قَالَ: فَإِنَّ عِنْدِي جَذَعَةً, خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ, فَهَلْ تُجْزِي عَنِّي؟ , قَالَ: «نَعَمْ, وَلَنْ تُجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ».
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدّم في باب "الخطبة يوم العيد" 8/ 1563 - وتقدم شرحه، وبيان المسائل المتعلّقة به هناك، فراجعه تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.
وأبو الأحوص هو سلاّم بن سُليم الحنفي الكوفيّ، ومنصور هو ابن المعتمر، والشعبيّ هو عامر ابن شَرَاحيل، والإسناد كله كوفي، إلا شيخه، فبَغْلانيّ.
ومعنى "فقد أصاب النسك" أي أصاب النسك المشروع المجزىء. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
...
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "القصد" بفتح القاف، وسكون الصاد المهملة: التوسط، يقال: قَصَدَ في الأمر قَصْدًا من باب ضرب: إذا توسط، وطلب الأسدّ، ولم يُجاوز الحدّ، وهو على قَصْدٍ: أي رُشْدِ وطريق قَصْدٌ: أي سَهْلٌ قاله الفيومي (?).
1582 - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ, عَنْ سِمَاكٍ, عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ,