الْمَسْجِدِ, قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَوْمَ النَّحْرِ, فَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ, فِي يَوْمِنَا هَذَا, أَنْ نُصَلِّيَ, ثُمَّ نَذْبَحَ, فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ, فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا, وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ, فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ, يُقَدِّمُهُ لأَهْلِهِ» , فَذَبَحَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, عِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ, قَالَ: «اذْبَحْهَا, وَلَنْ تُوفِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ».
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (محمد بن عثمان) بن أبي صفوان الثقفي، أبو عبد اللَّه، أو أبو صفوان البصريّ، ثقة [11] 10/ 468.
2 - (بهز) بن أسد العمّيّ، أبو الأسود البصريّ، ثقة ثبت [9] 24/ 24.
3 - (شعبة) بن الحجّاج، تقدم قريبًا.
4 - (زُبَيد) بن الحارث، أبو عبد الكريم الكوفي، ثقة ثبت عابد [6] 37/ 1420.
5 - (الشعبي) عامر بن شَرَاحيل الهَمْداني، أبو عمرو الكوفي، ثقة مشهور فقيه فاضل [3] 66/ 82.
6 - (البراء بن عازب) الأنصاريّ الصحابيّ ابن الصحابيّ - رضي اللَّه تعالى عنهما - 86/ 105. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرد به هو، وأبو داود. (ومنها): أن نصفه الأول مسلسل بالبصريين، والثاني بالكوفيين. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
عن الشعبي -رحمه اللَّه تعالى-، أنه قال: (حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ) - رضي اللَّه تعالى - عنهما (عِنْدَ سَارِيَةِ، من سَوَارِي الْمَسْجِدِ) الظاهر أنه أراد مسجد الكوفة, لأن البراء - رضي اللَّه عنه - من الصحابة الذين نزلوا الكوفة، ومات بها زمن مصعب بن الزبير (?) (قَالَ: خَطَبَ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) وفي نسخة: "خطبنا النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - "، وفي أخرى: "خطبنا رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - " (يَوْمَ النَّحْرِ) أي اليوم العاشر من ذي الحجة، وهذا محل الترجمة، حيث إن ذلك اليوم يوم العيد، وقد خطب فيه النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - (فَقَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ) قال السنديّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قد يقال: "ما نبدأ به" هو الأول، فما معنى إضافة الأول إليه.