تركع فيركعون جميعا، ثم ترفع فيرفعون جميعا، ثم تسجد ويسجد معك الطائفة التي تليك، والطائفة التي بإزاء العدو قيام بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك من السجود يسجدون، ثم يتأخر هؤلاء، ويتقدم الآخرون، فقاموا في مَصَافّهم، فتركع فيركعون جميعا، ثم تسجد فتسجد الطائفة التي تليك، والطائفة الأخرى قائمة بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك من السجود سجدوا، ثم سلمت وسلم بعضهم على بعض، وتأمر أصحابك إن هاجهم هَيْجٌ من العدو، فقد حل لهم القتال والكلام. انتهى.
وقوله في هذه الرواية "فتكبر، ويكبرون جميعًا" لا ينافي ما يأتي في رواية المصنف أن حذيفة هو الذي صلى بالناس, لأن هذا تعليم لسعيد كيف يصلي؟، ولكنه قدم حذيفة لكونه شاهد النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - حين صلاها، فهو أضبط، وفعله أحوط.
ويحتمل أن يكون الضمير في قوله: "فقام حذيفة، فصفّ الناس خلفه" لسعيد، أي صفّ حذيفة الناس خدف سعيد تعليما لهم كيف يصفّون، فصلى سعيد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
المسألة الأولى: في درجته: حديث حذيفة - رضي اللَّه عنه - هذا صحيح.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا- 17/ 1529 - وفي "الكبرى" 22/ 1917 - بالإسناد المذكور، وفي 17/ 1530 - و"الكبرى" 22/ 1918 - عن عمرو بن علي الفلاس، عن يحيى القطان، عن الثوريّ به. واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الثالثة: فيمن أخرجه معه:
أخرجه (أبو داود) 1246 و (أحمد) 5/ 385 و 395 و 399 و 404 و 406 (ابن خزيمة) 1343 و 1365. واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الرابعة: حديث حذيفة - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا اشتمل على إحدى الكيفيات التي وردت في صلاة الخوف، وهي أن كل طائفة اكتفت بركعة واحدة، حيث قال: "ولم يقضوا"، ومثله حديث زيد بن ثابت الآتي بعده -1531 - ، وحديث ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - الآتي أيضًا-1532 و 15323 - وفيه أيضا: "ولم يقضوا"، وحديث جابر - رضي اللَّه عنه - الآتي أيضًا -1545 - وفي آخره "فكانت للنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ركعتان، ولهم ركعة".
وقد حقّق هذا الموضوع الإمام ابن حزم -رحمه اللَّه تعالى- وبَيَّنَه بيانًا شافيًا، ودونك عبارته:
[مسألة]: من حضره خوف من عدوّ ظالم، كافر، أو باغ من المسلمين، أو من